للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[مقدمة تعليقات النسخة الإلكترونية]]

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد كان لي عملٌ قديمٌ على كتاب المسند للإمام الحافظ أبي عوانة الإسفراييني ضمن عملي على كتاب إتحاف المهرة وما تضمنه من كتب السنة، وكنت كلما وقفت على نسخة خطية للكتاب نسختها أو دفعتها لأحد إخواني جزاهم الله خيرا لينسخها، حتى اكتمل عندي ما توفر إلى الآن من نسخ الكتاب الخطية، ولم تكن طبعةُ الجامعةِ الإسلاميةِ قد خرجت بعد، ولما علمتُ بعزمِ الجامعةِ على طباعة الرسائل العلمية التي نوقشت في تحقيق هذا المسند الجليل، صرت أترقَّب بشوق صدورَ الكتابِ، فكنت أتلمَّسُ الأخبار بين الفينة والأخرى حتى طُبع الكتاب، فتصفحتُه ونظرتُ في بعض المواضع فأصابني ما أصابني من خيبةِ الأمل؛ إذ كنتُ أحسبُ أنَّ هذه الطبعةَ ستكون مظنةَ التجويدِ والتحريرِ، لاسيما وقد عَمِلَ عليه طلابُ علمٍ في رسائلهم وأبحاثهم الجامعية، وأشرف عليها أساتذةُ متخصصون، وناقشها كذلك أساتذةُ متخصصون، ثم أُعِدَّ الكتابُ للنشر لتوحيد العمل العلمي ومراجعته، لكن الكتاب لم يخرج بإبرازة تليق بكتاب من كتب السنة المشرفة، ولولا أني أخاف أن أثقل كاهل طلاب العلم لاسيما في هذه الأزمان، لسعيت في طباعة الكتاب طبعة أخرى، ولكنني آثرت أن أذكر بعضَ المواضع التي قابلتها من عملي على هذه الطبعة، ولا يُظَنُّ أنَّ ما ذكرتُه هنا هو كلُّ ما في الطبعة من وَهَمٍ وخلل، وإنما هو ما قابلته من عملي على هذه الطبعة، ولم أتتبَّعْ كلَّ ما ورد فيها مما يستحقُّ التنبيهَ، ولولا ضيقُ الوقت لقابلت هذه الطبعةَ كلمةً كلمةً، واللهُ المستعانُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا به.

وقد بدا لي أن أخرجَ بعضَ هذه التعليقات على صفحات المكتبة الإلكترونية المباركة "المكتبة الشاملة" -التي عمَّ نفعُها القاصيَ والداني، بارك اللهُ تعالى فيها وفي العاملين فيها-؛ لإتاحتها لطلاب العلم في أرجاء المعمورة، وأسأل الله تعالى المددَ والعونَ والسدادَ والتوفيقَ، وأن يجعلَ عملي خالصًا لوجهه الكريم، وبركة عليَّ وعلى أهلِ بيتي.

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

وكتب

أبو عبد الله

أحمد بن محمد بن محمد بسيوني

١١ جُمادَى الآخرة ١٤٣٧ هـ

<<  <  ج: ص:  >  >>