للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

باب [بيان] (١) حظر القطيعة في التحاسد (٢)، والتباغض (٣)،


(١) زيادة من (ك).
(٢) الحسد: هو تمني زوال النعمة من الغير، وهو مركوز في طباع البشر، وهو من صفات اليهود، قال ﷿ ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ … ﴾ [النساء: ٥٤] وهو محرم بالإجماع.
الصحاح للجوهري (٢/ ٤٦٥)، جامع العلوم والحكم (٢/ ٢٦٠)، الفتح (١٠/ ٤٩٨).
(٣) البغض: ضد الحب، وحقيقة التباغض: أن يقع بين اثنين، وقد يطلق إذا كان من أحدهما، وهو على نوعين:
الأول: بغض في الله أي من أجل الله ﷿، وهذا خاص في أعداء الله، والمتعدين على حدود الله، المنتهكين حرماته، فهذا النوع من أوثق عرى الإيمان التي جاء الشرع بالحث عليها، والتمسك بها، وبها تظهر عزة هذا الدين، قال ابن عقيل في الفنون: "إذا أردت أن تعلم محل الإِسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة".
الثاني: وهو البغض في غير الله أي من أجل الدنيا، وهوى النفس، والمصالح، وغير ذلك، وهذا النوع هو الذي جاءت نصوص الشرع في النهي عنه، والتحذير منه، وهو المراد في هذا الباب، حيث إن الإِسلام جاء بالدعوة إلى الألفة والمحبة، والاجتماع، وكان من نعم الله على عباده أن امتن عليهم بتأليف قلوبهم، قال سبحانه ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا … ﴾ [آل عمران: ١٠٣].
انظر: الصحاح (٣/ ١٠٦٦)، جامع العلوم والحكم (٢/ ٢٦٥)، الآداب الشرعية =
⦗٣٣٨⦘ = (١/ ٢٥٥)، فتح الباري (١٠/ ٤٩٨).