(٢) ذهب إلى النسخ أيضًا ابن شاهين واستدل على ذلك بحديثين ضعيفين وبحديث عائشة هذا، غير أنه تردَّد في إطلاق النسخ لورود الآثار عن الصحابة والتابعين في البول قائمًا، وما استدلَّ به المصنِّف هو أصح شيءٍ في هذا الباب. قال الترمذي: "حديث عائشة أحسن شيءٍ في الباب وأصح"، ولكنه لا يدلُّ على النسخ أيضًا لأنه -كما قال الحافظ ابن حجر- مستندٌ إلى علمها فيُحمل على ما وقع منه في البيوت، وأما في غير البيوت فلم تطَّلع هي عليه، وقد حفظه حذيفة وهو من كبار الصحابة. قال ابن الجوزي: "ادعى قوم النسخ أي: نسخ البول قائمًا وليس بصحيح". وقال الحافظ أيضًا: "وقد سلك فيه أبو عوانة في صحيحه وابن شاهين فيه مسلكًا آخر، فزعما أن البول عن قيام منسوخٌ واستدلا عليه بحديث عائشة، والصواب أنه غير منسوخ". انظر: ناسخ الحديث ومنسوخه لابن شاهين (ص: ٧٧ - ٨١)، إخبار أهل الرسوخ لابن الجوزي (ص: ٦)، فتح الباري لابن حجر (١/ ٣٩٤).