(٢) الرحم -بفتح الراء وكسر الحاء المهملة: قال ابن فارس: الراء والحاء والميم أصل واحد يدل على الرقة والعطف والرأفة، يقال من ذلك: رحمه يرحمه إذا رق له، وتعطف عليه، والرحم والمرحمة والرحمة. بمعنى. والرحم: علاقة القرابة، وتطلق على الأقارب، وهم: من بنيه وبين الآخر نسب، سواء كان يرثه أم لا، سواء كان ذا محرم أم لا، وهذا التعريف هو الذي اختاره الإمامان القرطبي وابن حجر رحمهما الله. انظر: معجم مقاييس اللغة (٢/ ٤٩٨)، الجامع لأحكام القرآن (٧١٥)، لسان العرب (١٢/ ٢٣٣)، فتح الباري (١٠/ ٤٢٨). قال ابن أبي جمرة: "الوصل للرحم على ضروب مختلفة: منه ما يكون ببذل المال، وبالعون على الحاجة، وبدفع الضرر، وبطلاقة الوجه، وبالدعاء … ، ثم قال: والمعنى الجامع له: إيصال ما أمكنه من الخير إليهم على قدر طاقتك، بنية القربة إلى الله تعالى، إلا أن ذلك بشروط ذكرها العلماء وهي: أن يكون على الاستقامة، وإلا فمقاطعتهم من أجل الله هو إيصال لهم، بشرط أن تبذل جهدك في وعظهم وزجرهم والإنكار عليهم". بهجة النفوس (٤/ ١٤٦). وبنحو هذا قال ابن كثير ﵀ في تفسير القرآن العظيم (٧/ ٣٠٠).