(٢) إسناد المصنِّف رجاله ثقات، وفيه عنعنة أبي الزبير، وابن جريج، لكنهما صرحا بالسماع عند البخاريّ في الأدب المفرد (٢/ ٤٤٦ / حديث رقم ٩٨٣)، عن محمّد بن سلام، عن مخلد بن يزيد، عن ابن جريج، به، موقوفا، وإسنادُ البخاريّ صححه الحافظ في الفتح (١١/ ١٦)، ولو لم يرد مرفوعا لكان له حكم المرفوع، كما قال الشّيخ الألباني في الصحيحة (٣/ ١٣٩، / ١٤٠ حديث رقم ١١٤٦). والحديث أخرجه البزار (كشف الأستار ٢/ ٤٢٠/ حديث رقم ٢٠٠٦) - وابن حبّان - الإحسان ٢/ ٢٥١/ حديث رقم ٤٩٨) -كلاهما من طريق محمّد بن معمر، عن أبي عاصم، عن ابن جريج، به مرفوعًا. (٣) ما بين المعقوفتين من النسخ: (ل)، (هـ)، (م) ولم يذكرها ابن حجر في إتحافه (٣/ ٤٧١ / حديث رقم ٣٤٩٠). ولعلّ أبا عوانة يرى أن يزيد بن سنان وهم في إسناد هذا الحديث، حيث رواه عن عاصم، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، سالكًا فيه الجادَّة، ومُخالِفًا لمن هو أوثقُ منه، وهو محمّد بن يحيى الذُّهلي النيسابوري، الّذي صدَّر أبو عوانة بروايته الباب، وأثنى عليه بقوله: سيِّد العُلماء. وفي توهيم يزيد بن سنان نظر، لأنه لم يتفرد = ⦗٢٤٨⦘ = به عن أبي عاصم، بل تابعه محمّد بن معمر عن أبي عاصم كما سبق في تخريج الحديث، وبما أن رواية الوجهين صح عن ابن جريج؛ يترجح أن أبا عاصم روى عنه على الوجهين أيضًا، ففي حديث جابر زيادة ليست في حديث أبي هريرة، وهي زيادة: "الّذي يبدأ بالسلام من الماشين"، فيظهر أنه حديث آخر غير حديث أبي هريرة، ويحتمل أن أبا عوانة يشيرُ إلى الاختلاف في رفع الحديث ووقفه. والله أعلم.