للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٩٥٠٣ - حدثنا محمد بن مهل الصنعاني، وأخبرنا محمد بن يحيى -فيما قرئ عليه- قالا: حدثنا عبد الرزاق (١)، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: دخل رهط من اليهود على النبي ، فقالوا: السام عليك، فقالت عائشة: ففهمتها، فقلت: عليكم السام واللعنة، فقال النبي : "مهلًا يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله". فقالت (٢): ألم (٣) تسمع ما قالوا؟ قال: "قد قلت: عليكم" (٤).

⦗٢٧٧⦘ وقال محمد: وعليكم (٥).


(١) عبد الرزاق هو موضع الالتقاء.
(٢) في نسختي (ل)، (م): قالت.
(٣) في نسختي (ل)، (م): (لم) بدون همزة الاستفهام، وفي نسخة (ل) ضبة قبلها ولعلها إشارة إلى سقوط الهمزة.
(٤) تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (٩٥٠٠)، وهذا الطريق عند الإمام مسلم برقم (١٠/ =
⦗٢٧٧⦘ = الطريق الثانية).
(٥) اختلفت الروايات في إثبات حرف الواو وحذفه، في الرد على أهل الكتاب، وتبعا لذلك اختلف العلماء في إثبات الواو وإسقاطها في الرد على أهل الكتاب؛ لاختلافهم في أي الروايتين أرجح.
والذين أسقطوا حرف الواو قالوا: إن الواو حرف تشريك، فيكون المعنى: عليّ وعليكم.
وكلامهم مردود لأمور:
أولها: أن أكثر الروايات على إثبات الواو، كما قاله الخطابي والنووي.
ثانيها: أنه إذا اثبتنا الواو فالمعنى متجه، ولا مفسدة فيه، وله وجهان: أحدهما: أنه على ظاهره، فقالوا: عليكم الموت، فقال: "وعليكم" أيضًا، أي نحن وأنتم فيه سواء، وكلنا نموت.
ثالثها: أن الواو للاستئناف، لا للعطف والتشريك، وتقديره: وعليكم ما تستحقونه من الذم.
رابعها: أن النبي قد قال: "إنا نجاب عليهم ولا يجابون علينا" -كما سيأتي برقم (٩٥٠٧) - ومال ابن حجر إلى هذا الجواب.
انظر: سنن أبي داوود، ومعالم السنن المعلق عليه (٥/ ٣٨٤ / حديث رقم ٥٢٠٦)، وشرح النووي على صحيح مسلم (١٤/ ٣٦٩)، وفتح الباري (١١/ ٤٤، ٤٥).
فوائد الاستخراج:
- إيراد أبي عوانة لمتن رواية عبد الرزاق، ومسلم ساق إسنادها دون المتن. =
⦗٢٧٨⦘ = - بيان أنه روي عن عبد الرزاق إثبات حرف الواو في: "وعليكم"، فإن مسلمًا نبه على أنه ليس في رواية عبد الرزاق إثبات الواو.