للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٩٧٧٩ - حدثنا أَبو ثور عمرو بن سعد بن عمرو بن علقمة الشعباني (١) بإسكندرية، قال: حدثنا ابن وهب، ح.

وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا (٢) أخبره، عن ابن شهاب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ابن الخطاب، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن ابن عباس، أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام، حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد: أَبو عبيدة بن الجراح، وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، فقال ابن عباس: قال عمر: ادع لي المهاجرين

⦗٤٨٨⦘ الأولين، فدعوتهم؛ فاستشارهم، وأخبرهم أن الوباء قد (٣) وقع بالشام؛ فاختلفوا عليه: فقال بعضهم: قد خرجت لأمر، ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس، وأصحاب رسول الله ، ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي الأنصار، فدعوتهم له فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع (٤) لي من كان هاهنا من مشيخة قريش، من مهاجرة الفتح، فدعوتهم، فلم يختلف عليه منهم رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس، ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه، فقال أَبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! نعم نفرّ من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كان لك إبل، فهبطت واديا له عدوتان، إحداهما خصبة، والأخرى جدبة، أرأيت إن رعيت الخصبة، رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله، قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف -وكان غائبا في بعض حاجته- فقال: إن عندي من هذا علما، سمعت رسول الله يقول: "إذا

⦗٤٨٩⦘ سمعتم به بأرض، فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارا منه"، قال: فحمد الله عمرُ، ثم انصرف (٥).


(١) الشعباني -بفتح الشين المعجمة، وسكون العين المهملة، وفتح الموحدة، وفي آخرها النون- نسبة إلى (شعبان) قبيلة من (حمير). انظر: الأنساب (٣/ ٤٣٠) وفيه-: (شعبان) قبيلة من قيس- وتعقبه ابن الأثير في اللباب (٢/ ١٩٨)، وبين أنها قبيلة من حمير.
وفي نسخة (ل): (الشعراني)، فلعلها نسبة أخرى، أو تصحيف، وقد ذكر ابن ماكولا هذا الراوي في مادة (الشعباني). الإكمال (٤/ ٥٤٦).
(٢) مالك هو موضع الالتقاء.
(٣) كلمة (قد) ساقطة من نسخة (ل).
(٤) في الأصل ونسخة (هـ): (ادعوا)، والتصويب من نسخة (ل) وصحيح مسلم.
(٥) تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (٩٧٧٧)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (٩٨).