للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٠٠٣٩ - حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حدثنا أبو أسامة (١)، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي قال: "أريت في المنام أني أهاجر، من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وَهَلِي (٢) إلى أنها اليمامة (٣)، أو هَجَر (٤)، فإذا هي المدينة: يثرب، ورأيت [في] (٥) رؤياي

⦗٦⦘ هذه أني هززت سيفا، فانقطع صدره؛ فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح، واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها أيضًا بقرا (٦) واللهُ خير (٧)، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخيل (٨) ما جاء الله به من الخير

⦗٧⦘ بعد، وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد (٩) يوم بدر" (١٠).


(١) أبو أسامة هو موضع الالتقاء.
(٢) قال ابن التين: روينا "وهلي": بفتح الهاء. والذي ذكره أهل اللغة بسكونها. قال: ولعله وقع في الرواية على مثل ما قالوه في (البحر): بحر، بالتحريك. وكذا (النهر): نهر. اهـ. الفتح (١٢/ ٤٢٢).
وقال ابن الأثير: وهل إلى الشيء -بالفتح- يهل -بالكسر- وهلا -بالسكون- إذا ذهب وهمه إليه. النهاية (٥/ ٢٣٣).
(٣) قرية معدودة من نجد، وبينها وبين البحرين عشرة أيام. معجم البلدان (٥/ ٥٠٥).
(٤) هجر -بفتح أوله وثانيه- مدينة، وهي قاعدة البحرين، وربما قيل: (الهجر) بالألف واللام، وقيل: ناحية البحرين كلها هجر، وهو الصواب. معجم البلدان (٥/ ٤٥٢).
(٥) زيادة من الصحيحين، ويقتضيها السياق، وفي مكانها ما يشبه الضبة في نسخة (ل).
(٦) قال النووي: (قد جاء في غير مسلم زيادة في هذا الحديث: "ورأيت بقرًا تنحر" وبهذه الزيادة يتم تأويل الرؤيا بما ذكر؛ فنحر البقر هو قتل الصحابة الذين قتلوا بأحد). اهـ. شرح النووي (١٥/ ٣٤). ولعله يشير إلى حديث جابر الآتي برقم (١٠٠٥٠)، وإلى حديث ابن عباس الذي أخرجه أحمد (١/ ٢٧١)، والحاكم (٢/ ١٢٨، ١٢٩)، وعنه البيهقي في الكبرى (٧/ ٤١)، وفيه: "ورأيت بقرًا تذبح". وصححه الحاكم، والذهبي، وهو إلى الحسن أقرب. وأما حديث أبي موسى الأشعري فلم تقع فيه تلك الزيادة، كما أشار ابن حجر في الفتح (١٢/ ٤٢١، ٤٢٢).
(٧) لفظ الجلالة في قوله: "والله خير" فوقه ضمة في نسخة (ل)، وقال القاضي عياض: (ضبطنا هذا الحرف -"واللهُ خير"- عن جميع الرواة برفع الهاء والراء، على المبتدأ والخبر). ثم قال: (قال أكثر شراح الحديث: معناه: ثواب الله خير، أي: صنع الله بالمقتولين خير لهم من بقائهم في الدنيا). وقال: (والأولى قول من قال: "والله خير" من جملة الرؤيا، كلمة ألقيت إليه وسمعها في الرؤيا، عند رؤيا البقر؛ بدليل تأويله لها بقوله : "وإذا الخير ما جاء الله به". اهـ. شرح النووي (١٥/ ٣٤، ٣٥).
(٨) هكذا وقع لأبي عوانة، بلفظ الخيل، ولذا بوّب به، لكن هذا اللفظ خطأ -فيما يظهر لي- فإنه لم يرد ذكر للخيل في هذه الرؤيا لا عند أبي عوانة، ولا عند غيره ممن أخرج =
⦗٧⦘ = هذا الحديث، ولعله من أجل هذا ضبب في نسخة (ل) على هذا اللفظ في الحديث.
ومن المصادر التي ورد فيها هذا الحديث -سوى الصحيحين-: سنن ابن ماجه (٢/ ١٢٩٢/حديث رقم ١٩٢١)، وسنن الدارمي (٢/ ١٢٩)، ومسند أبي يعلى (١٣/ ٢٨٣، ٢٨٤/حديث رقم ٧٢٩٨)، كلها بلفظ: "الخير"، وهو الصواب، ولم يذكر شراح الحديث غيره.
(٩) قال القاضي عياض: "و"وبعد يوم بدر" بضم قال "بعد" ونصب "يوم"، وروي بنصب الدال، قالوا: ومعناه: ما جاء الله به بعد بدر الثانية، من تثبيت قلوب المؤمنين؛ لأن الناس جمعوا لهم وخوفوهم، فزادهم ذلك إيمانًا، وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل، لم يمسسهم سوء، وتفرق العدو عنهم هيبة لهم". اهـ. شرح النووي (١٥/ ٣٤).
(١٠) أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الرؤيا، باب رؤيا النبي (٤/ ١٧٧٩، ١٧٨٠/ حديث رقم ٢٠).
وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب، باب علامات النبوة- (٦/ ٦٢٧/ حديث رقم ٣٦٢٢)، وأطرافه في (٣٩٨٧، ٤٠٨١، ٧٠٣٥، ٧٠٤١).