للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٧٦ - حدّثنا أبو العباس (١) عبد الله بن محمّد بن عَمرو بن الجرَّاح الأزدي، حدّثنا أسدُ بن موسى (٢)، حدّثنا مُعاوية بن صالح، حدّثنا ربيعة بن يزيدَ، عن أبي إدريسَ، عن عُقبةَ بن عامر، وأبو عثمان، عن جُبَير بن نُفَيرٍ، عن عقبةَ بن عامر قال: كنَّا نتنَاوَبُ رِعْيَةَ الإبلِ فَجَاءَتْ نَوبَتِي أَرْعَاها، فَرَوَّحَتُها بِالعَشِيِّ فإذا رسولُ الله (٣) قائمًا يَخْطُبُ، فأدركتُ مِن قولِهِ: "ما منكم … " ثمّ ذكر بطوله بمثله، إِلَّا أنَّه قال: "ثمّ يقول: أشهدُ أن لا إله إِلَّا الله وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ له أبوابُ الجنةِ الثمانيةُ يدخلُ مِن أَيِّهَا شَاءَ".

وَقال فيهِ: "بوجهِهِ وقَلْبِهِ إِلَّا وَجَبَتْ له الجنَّةُ" (٤).


(١) في (ط) و (ك): "أبو العباس الغَزِّي".
(٢) ابن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي، يلقَّب بأسد السنة.
(٣) في (ط) و (ك): "فروحتها بالعشاء فأدركت رسول الله ".
(٤) أخرجه النسائي في كتاب الطّهارة من "السنن الكبرى"، وفي "عمل اليوم اللَّيلة" عن الربيع بن سليمان، عن أسد بن موسى، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن عقبة بن عامر، وعن أبي عثمان، عن جُبير بن نُفير عن عقبة بن =
⦗٤٠٤⦘ = عامر، به.
عزاه المزي في التحفة (٨/ ٨٩) إلى النسائي ولم أجده في كتابيه المذكورين!.
فائدة الاستخراج:
ذكر النووي رحمه الله تعالى اختلاف العلماء في إسناد مسلم حول الراوي عن أبي عثمان أهو: معاوية بن صالح أم ربيعة بن يزيد؟ ثمّ ذكر عن أبي عليٍّ الغساني، وأبي مسعودٍ الدمشقي ترجيحهما أنه معاوية بن صالح، وساق أدلتهما على ذلك، ووافقهما على ذلك حيث قال بعد ذكر كلام الغساني: "وقد أتقن رحمه الله تعالى هذا الإسناد غاية الإتقان، والله أعلم". وخالفهما المزي فقال بعد أن ذكر معاوية بن صالح في الرواة عن أبي عثمان: "والصّحيح عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد عنه" أي عن أبي عثمان.
وظاهر إسناد المصنِّف يؤيِّد ما ذهب إليه الغساني ومن معه من أن قوله "وأبو عثمان" معطوفٌ على قوله: "حدّثنا ربيعة بن يزيد" إذ لو كان معطوفًا على أبي إدريس لقال في الإسناد: "وأبي عثمان" بالخفض. وسبق في أسانيد المصنِّف برقم (٦٧٤) و (٦٧٥) التصريح برواية معاوية بن صالح عن أبي عثمان عن جُبير بن نُفير به، وهي توضِّح ما أشكل على العلماء في إسناد مسلم، وهذا من فوائد الاستخراج، والله أعلم.
انظر: شرح مسلم للنووي (٣/ ١١٩ - ١٢٠)، تهذيب الكمال للمزي (٣٤/ ٧٦).