للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و "الاستخراجُ" في مصطلحِ أهل الحديث هو: أن يعْمدَ حافظٌ من الحفَّاظ إلى كتابٍ من كُتب الحديث فيخرِج أحاديثَه بأسانيدَ لنفسه من غير طريق صاحب الكِتاب فيِجتمعَ معه في شَيخه أو من فوقه، ولو في الصَّحابي (١).

شرطُ الاستِخراج: كما قال الحافظ ابن حجر: "أن لا يصل إلى شيخ أبعد حتى يفقد سندًا يوصله إلى الأقرب إلا لعذر من علوٍ أو زيادة مهمَّة، ولذلك يقول أَبو عوانة في مستخرجه على مسلم بعد أن يسوق طرق مسلم كلها: من هنا لمُخَرِّجه (٢)، ثم يسوق أسانيد يجتمع فيها مع


= مختار الصحاح (ص ٧٢)، توجيه النظر إلى أصول الأثر (١/ ٢٤٨).
(١) انظر: فتح المغيث (١/ ٣٨)، توضيح الأفْكار (١/ ٦٩ - ٧٠)، توجيه النَّظر (١/ ٣٤٦).
(٢) ما حكاه الحافظ عن أبي عوانة في قوله: "من هنا لِمُخَرِّجه" لعله ساقه بالمعنى، أو اشتبه على الناسخ فيه، لأن أبا عوانة إنما يقول -فيما وقفنا عليه-: "من هنا لم يخرجه" وعلى تقدير كونه بالمعنى تكون اللام في قول الحافظ "لمخرِّجه" للتمليك، والمُخَرِّج هو أَبو عوانة.
وقد وقع في طبعة تدريب الراوي (١/ ٩١) بتحقيق نظر الفاريابي: "من هنا أخرجه". ولا يستقيم كلام الحافظ فإذا اللفظ، فهذا خطأ وهو مخالف لما في طبعة الشيخ عبد الوهاب بن عبد اللطيف للتدريب كما في (١/ ١١٢)، وما في النسخة الخطية لمكتبة الأحقاف كما في لوحة (١٨/ أ) منها، وأيضًا كما في نسخة الشيخ محمد مظهر الفاروقي كما في لوحة (١٩/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>