للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٠٤٣١ - حدثنا أبو عبيد الله، حدثنا عمي (١)، قال: أخبرني جرير ابن حازم، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، أن رسول الله قال: "لم يكذب إبراهيم النبي قط، إلا ثلاث كذبات، ثنتين في ذات الله: قوله: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ (٢)، وقوله: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾ (٣)، وواحدة في شأن سارة؛ فإنه قدم أرض جبار (٤) ومعه سارة، وكانت أحسن الناس، فقال لها: إن هذا الجبار إن

⦗٣٢٤⦘ يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك، فإن سألك، فأخبريه أنك أختي، فإنك أختي في الإسلام؛ فإني لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرك، فلمَّا دخل أرضه رآها بعض (٥) أهل الجبار، أتاه فقال له: لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي [لها] (٦) أن تكون إلا لك، فأرسل إليها، فأتي بها، وقام إبراهيم للصلاة، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها، فقبضت يده قبضة شديدة، فقال لها: ادعي الله أن يطلق يدي ولا أضرك، ففعلت فعاد، فقبضت أشد من القبضة الأولى، فقال لها مثل ذلك، ففعلت، فعاد فقبضت أشد من القبضتين (٧) الأوليين، فقال: ادعي الله أن يطلِق يدي، فوالله إني لا أضرك، ففعلت وأطلقت يده، ثم دعا (٨) الذي جاء بها (٩)، قال له: إنما أتيتني بشيطان، ولم تأتني

⦗٣٢٥⦘ بإنسان، فأخرجها من أرضي، وأعطاها هَاجَر، قال: فأقبلت تمشي، فلما رآها إبراهيم انصرف فقال لها: مَهْيَم (١٠)؟ قالت: خيرا، كف الله يد الفاجر، وأخدم خادما.

قال أبو هريرة: فتلك أمكم يا بني ماء السماء (١١) (١٢).


(١) هو عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء.
(٢) سورة الصافات، آية (٨٩).
(٣) سورة الأنبياء، آية (٦٣).
(٤) اسمه: عمرو بن امرئ القيس بن سبأ، وإنه كان على مصر. وقيل: اسمه صادوق، وكان على الأردن. وقيل: اسمه: سنان بن علوان بن عبيد بن عريج بن عملاق بن لاود =
⦗٣٢٤⦘ = ابن سام بن نوح. وقيل: إنه أخو الضحاك، الذي ملك الأقاليم. فتح الباري (٦/ ٣٩٢).
(٥) نقل ابن حجر عن كتاب التيجان -لابن هشام-: أنه رجل كان إبراهيم يشتري منه القمح، فنم عليه عند الملك. الفتح (٦/ ٣٩٢).
(٦) من نسخة (ل) وصحيح مسلم.
(٧) في الأصل ونسخة (هـ): (القبضة)، والتصويب من نسخة (ل) وصحيح مسلم.
(٨) في نسخة (ل): (فدعا).
(٩) في بعض روايات البخاري: (فدعا بعض ححبته)، قال ابن حجر: لم أقف على اسمه.
الفتح (٦/ ٣٩٣).
(١٠) مهيم -بفتح الميم والياء، وإسكان الهاء بينهما- أي: ما شأنك وما خبرك. شرح النووي (١٥/ ١٢٤).
(١١) قال النووي: (قال كثيرون: المراد ببني ماء السماء: العرب كلهم؛ لخلوص نسبهم وصفائه. وقيل: لأن أكثرهم أصحاب مواشي، وعيشهم من المرعى والخصب، وما ينبت بماء السماء. وقال القاضي: الأظهر عندي: أن المراد بذلك الأنصار خاصة، ونسبهم إلى جدهم عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأدد، وكان يعرف بماء السماء، وهو المشهور بذلك، والأنصار كلهم من ولد حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر المذكور. والله أعلم). اهـ.
شرط النووي (١٥/ ١٢٤).
وزاد ابن حجر: (وقيل: أراد بماء السماء: زمزم؛ لأن الله أنبعها لهاجر، فعاش ولدها بها، فصاروا كأنهم أولادها). اهـ. الفتح (٦/ ٣٩٤). وهذا القول قاله ابن حبان في صحيحه (الإحسان ١٣/ ٤٧ / حديث رقم ٥٧٣٧).
(١٢) أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الفضائل، باب من فضائل إبراهيم الخليل (٤/ ١٨٤٠، ١٨٤١ /حديث رقم ١٥٤).
وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب النكاح، باب اتخاذ السراري، ومن أعتق جارية ثم تزوجها (٩/ ١٢٦/ حديث رقم ٥٠٨٤)، وأطرافه في: (٢٢١٧، ٢٦٣٥، =
⦗٣٢٦⦘ = ٣٣٥٧، ٣٣٥٨، ٦٩٥٠).