للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٠٥٧٦ - حدثنا الربيع بن سليمان [المرادي] (١)، حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني سليمان بن بلال (٢)، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن ابن المسيب، عن أبي موسى الأشعري، قال: توضأت في بيتي ثم خرجت فقلت: لأكونن اليوم مع رسول الله ؛ فجئت المسجد فسألت عن النبي ؟ فقالوا: خرج، ووجهه هاهنا، فخرجت في أثره حتى جئت بئر أربس (٣)، وبابها من جريد، فمكثت عند بابها؛ حتى ظننت أن النبي قد قضى حاجته وجلس، فجئته فسلمت عليه، وإذا هو قد جلس على قُفِّ (٤) البئر، فتوسطه ثم دلى رجليه في البئر، كشف عن ساقه (٥)،

⦗٤٤٧⦘ فرجعت إلى الباب فقلت: لأكونن بواب رسول الله ، فلم أنشب أن دقق (٦) -هو عندي (٧): دفع الباب- فقلت: من هذا؟ قال: أبو بكر، قلت على رسلك، قال: وذهبت إلى النبي فقلت: يا نبي الله، هذا أبو بكر يستأذن، فقال: إئذن له وبشره بالجنة، قال: فخرجت مسرعا حتى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله يبشرك بالجنة، قال (٨): فدخل حتى جلس إلى جنب رسول الله ، في القف على يمينه، ودلى رجليه في البئر، كشف عن ساقيه، كما صنع النبي قال: ثم رجعت، وقد كنت تركت أخي (٩) يتوضأ، وقد كان قال لي: أنا على إثرك؛ فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا يأت به-[يريد أخاه] (١٠)

⦗٤٤٨⦘ قال: فسمعت تحريك الباب، قلت: من هذا؟ قال: عمر، قلت: على رسلك، قال: وجئت إلى النبي فسلمت عليه وأخبرته، فقال: "إئذن له، وبشره بالجنة"، قال: فجئت فأذنت له، وقلت له: إن (١١) رسول الله يبشرك بالجنة، فجاء (١٢) حتى جلس مع رسول الله على يساره، كضف عن ساقيه، ودلىَّ رجليه في البئر، كما صنع النبي وأبو بكر، قال: ثم رجعت، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا يأت به -يريد به (١٣) أخاه- فإذا تحريك الباب، فقلت: من هذا؟ قال: عثمان بن عفان، فقلت: على رسلك، وذهبت إلى النبي فقلت: هذا عثمان يستأذن، قال: "إئذن له، وبشره بالجنة مع بلاء يصيبه"، أو "بلوى تصيبه"، قال: فجئت فقلت: رسول الله يأذن لك ويبشرك بالجنة، مع بلوى تصيبك، فدخل (١٤) فلم يجد في القف مجلسا، وجلس وجاههم من شق البئر الآخر، كشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، كما صنع رسول الله وأبو بكر وعمر.

قال شريك: قال سعيد بن المسيب: فأوَّلْتُهَا قبورهم (١٥).


(١) من نسخة (ل).
(٢) سليمان بن بلال هو موضع الالتقاء.
(٣) تقدم تعريف بها في التعليق على الحديث رقم (١٠٥٣٣).
(٤) القف -بضم القاف، وتشديد الفاء-: ما غلظ من الأرض وارتفع، ولم يبلغ أن يكون جبلا، والقف: اليابس، وهو هنا: الدكة التي جعلت حول البئر، أو هو جدار مرتفع حول البئر، كالدكة، يتمكن الجالس عليه من الجلوس. انظر: المجموع المغيث (٢/ ٧٣٧)، وجامع الأصول (٨/ ٥٦٥)، والفتح (٧/ ٣٦).
(٥) هكذا مفردة في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، وفي الصحيحين (ساقيه)، وسيأتي في هذا =
⦗٤٤٧⦘ = الحديث أن أبا بكر وعمر وعثمان، كل منهم دلى ساقيه في البئر، كما صنع النبي ، فلعل الذي هنا سبق قلم من الناسخ.
(٦) هكذا هو في الأصل ونسختي (ل)، (هـ)، ولم أجده هكذا إلا في هذا الموضع، وليس عليه في النسخ ضبط.
(٧) فوق كلمة (عندي) ما يشبه الضبة في نسخة (ل). ورواية الصحيحين: (فجاء أبو بكر فدفع الباب).
(٨) كلمة (قال) ساقطة من نسخة (ل).
(٩) كان لأبي موسى أخوان: أبو بردة، وأبو رهم. وقيل: إن له أخا آخر اسمه: محمد.
وأشهرهم: أبو بردة، واسمه عامر. الفتح (٧/ ٣٧، ٤٨٥).
(١٠) من نسخة (ل).
(١١) حرف (إن) ليس في نسخة (ل).
(١٢) في نسخة (ل): (قال: فدخل) بدل قوله هنا: (فجاء).
(١٣) كلمة (به) ليست في نسخة (ل) ولا في صحيح مسلم.
(١٤) في الأصل ونسخة (هـ): (فخرج)، والتصويب من نسخة (ل) وصحيح مسلم.
(١٥) تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (١٠٥٣٣)، وهذا الطريق عند مسلم برقم (٢٩).