للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٠٥٨٤ - ز- حدثنا إبراهيم بن خرزاذ الأنطاكي، وحمدون ابن عمارة (١)، قالا: حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور (٢)، قال: حدثنا المختار بن فلفل (٣)، عن أنس بن مالك، قال: دخل رسول الله حائطا من حوائط الأنصار بالمدينة، ثم قال: "يا أنس، احفظ الباب"، قال: فضرب الباب، فقلت: يا رسول الله، إن هذا الباب يضرب، قال رسول الله : "ائذن له، وبشره بالجنة، وأعلمه أنه الخليفة من بعدي"، قال: أنس: فجئت أفتح [له] (٤) -وأنا لا أدري من هو- فنظرت، فإذا هو أبو بكر، فبشرته بالجنة، وأخبرته يقول النبي ، وذكر الحديث (٥).


(١) البغدادي، أبو جعفر، البزار، اسمه: محمد، و (حمدون) لقب عليه، ت (٢٦٢) هـ.
(٢) الزهريّ مولاهم، أبو مسعود، الجرار -بالجيم ورائين مهملتين- الكوفي.
(٣) فلفل هو بفائين مضمومتين، يلي كل واحدة لام، الأولى ساكنة. توضيح المشتبه (٧/ ١١٧)، وتقريب التهذيب (٩٢٦/ ترجمة ٦٥٦٨).
والمختار بن فلفل هو مولى آل عمرو بن حريث.
(٤) من نسخة (ل).
(٥) إسناده واه، والحديث باطل، قال أبو حاتم: (عبد الأعلى -يعني: ابن أبي المساور، راوي هذا الحديث- ضعيف شبه متروك، وهذا الحديث باطل، كتبت بالبصرة هذا الحديث، عن شيخ يسمى: خالد بن يزيد السابري، عن عبد الأعلى نفسه، ولم أحدث به). اهـ. علل الحديث لابن أبي حاتم (٢/ ٣٨٦، ٣٨٧ / حديث رقم =
⦗٤٥٨⦘ = ٢٦٧١).
ومع هذا فقد اختلف فيه على عبد الأعلي بن أبي مساور؛ فقد رواه خلاد بن يحيى، عنه، عن إبراهيم بن محمد بن حاطب، عن عبد الرحمن بن بجير، عن زيد بن أرقم، قال: بعثني رسول الله فقال: "انطلق حتى تأتي أبا بكر، فتجده في داره جالسا محتبيا، فقيل: إن النبي يقرأ عليك السلام، ويقول: أبشر بالجنة، ثم انطلق حتى تأتي الثنية فتلقى عمر … " الحديث، ولم يذكر الخلافة. أخرجه البيهقي في الدلائل (٦/ ٣٨٩ - ٣٩١)، وقال: (عبد الأعلى بن أبي المساور ضعيف في الحديث، فإن كان حفظ هذا، فيحتمل أن يكون النبي بعث زيد بن أرقم إليهم، وأبو موسى لم يعلمه، فقعد على الباب، فلما جاءوا راسلهم على لسان أبي موسى بمثل ذلك، والله أعلم). اهـ.
ورواية عبد الأعلى بن أبي المساور الحديث عن المختار بن فلفل، عن أنس، تابعه عليها بكر بن المختار، عن المختار بن فلفل، به.
أخرجه البزار (كشف الأستار ٢/ ٢٢٦/ حديث رقم ١٥٧٣)، وابن حبان في المجروحين (١/ ١٩٥/ ١٩٦) كلاهما من طريق بكر بن المختار، به.
قال البزار: إنما يعرف من حديث بكر بن المختار، ولم يتابع عليه. اهـ.
وقال ابن حبان: (منكر الحديث جدا، يروي عن أبيه ما لا يشك من الحديث صناعته، أنه معمول، لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، روى عن أبيه المختار بن فلفل، عن أنس قال: كنت مع النبي .... ) وساق ابن حبان الحديث بطوله.
وبكر بن المختار وصفه ابن حجر -أيضًا- بأنه واه. المطالب العالية (المسندة ٤/ ٢٠٥ / حديث رقم ٣٨٢٧). =
⦗٤٥٩⦘ = وتابعهما الصقر بن عبد الرحمن بن مالك بن مغول، فرواه عن عبد الله ابن إدريس، عن المختار بن فلفل، به.
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (٢/ ٥٣٢، ٥٤٣ /حديث رقم ١١٥٠، ١١٦٨)، وأبو يعلى في مسنده (٧/ ٤٥، ٤٦/ حديث رقم ١٢٠٣)، كلاهما من طريق الصقر، به.
والصقر -ويقال له: السقر، بالسين- كذبه مطين، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو علي جزرة، والذهبي، والهيثمي، وغيرهم.
قال ابن حجر: وبكر، وعبد الأعلى، واهيان، والصقر أوهى منهما، فلعله تحمله عن بكر، أو عبد الأعلى، فقلبه عن عبد الله بن إدريس، ليروج، ولو كان هذا وقع ما قال أبو بكر للأنصار: قد رضيت لك أحد الرجلين: عمر، أو أبو عبيدة، ولما قال عمر: الأمر شورى في ستة. اهـ.
انظر: الجرح والتعديل (٤/ ٣١٠ / ترجمة ١٣٥٣)، والميزان (٢/ ٣١٧ / ترجمة ٣٩٠٣)، ومجمع الزوائد (٥/ ١٧٧)، ولسان الميزان (٣/ ١٩٢ - / ١٩٤ ترجمة ٨٦٨)، والمطالب العالية (المسندة ٤/ ٢٠٥/ باب إعلامه بالخفاء بعده).
وتابعهم أبو عمر عتبة بن أبي روق، فرواه عن أنس .
أخرجه البزار عن عمر بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن أبي عمر وعتبة بن أبي روق. كشف الأستار (٢/ ٢٢٥، ٢٢٦/ حديث رقم ١٥٧٢)، وذكر البزار أنه لا يعلمه عن أنس إلا من وجهين: هذا أحدها، والآخر هو: بكر ابن المختار بن فلفل، عن أبيه، عن أنس.
وعتبة هذا لم أقف في ترجمته إلا على قول الهيثمي: ضعفه النسائي وغيره، ووثقه ابن حبان. اهـ. =
⦗٤٦٠⦘ = مجمع الزوائد (٥/ ١٧٧).
وعلى كل حال فهذا الحديث الذي فيه ذكر الخلفاء، قد حكم عليه بالوضع ابن المديني، وابن حبان، وابن الجوزي، والذهبي، وابن حجر، والألباني.
انظر: -إضافة إلى ما تقدم من مراجع-: العلل المتناهية (١/ ٢٠٤ / حديث رقم ٣٢٩)، والأجوبة المرضية (١/ ٦٣ - ٦٦/ حديث رقم ١٣)، وظلال الجنة في تخريج السنة (٢/ ٥٣٢، ٥٣٣ / حديث رقم ١١٥٠).