للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٠٦٥٣ - حدثنا يونس بن حبيب، وعمار بن رجاء، قالا: حدثنا

⦗٥١٤⦘ أبو داوود، حدثنا شعبة (١)، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، أنه قال: أنزلت فِيَّ أربع آيات: أصبت سيفا يوم بدر، فأتيت به النبي فقلت: يا رسول الله نفلنيه، فقال: "ضعه من حيث أخذته"، ثم عدت فقلت: يا رسول الله نفلنيه، فقال: "ضعه من حيث أخذته"، ثم عدت (٢) فقلت: أترك كمن لا غَناء (٣) له؟! فقال رسول الله : "ضعه من حيث أخذته"، فنزلت هذه الآية: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ (٤) - وهي قراءة عبد الله [هكذا] (٥): ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ [الَاية] (٦) كلها-.

⦗٥١٥⦘ وقالت أم سعد (٧): أليس قد أمر الله تعالى بطاعة الوالدين؛ فلا احمل طعاما، ولا أشرب شرابا، حتى تكفر بالله، فامتنعت من الطعام والشراب، حتى جعلوا يشجرون فاها بالعصا، ونزلت (٨) هذه الآية: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ إلى قولة: ﴿فَلَا تُطِعْهُمَا﴾ (٩) قال: وصنع رجل (١٠) من الأنصار طعاما، فدعا ناسا (١١) من المهاجرين، وناسا (١٢) من الأنصار، فأكلنا وشربنا حتى سكرنا، ثم افتخرنا، فرفع رجل (١٣) بلحي بعير، فضرب به أنف سعد، فكان سعد مفزور الأنف، وذلك قبل أن تحرم الخمر، فنزلت: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ

⦗٥١٦⦘ سُكَارَى﴾ ونزلت: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ﴾ (١٤) الآية، ودخل رسول الله على سعد وهو مريض، فأراد أن يوصي بماله كله، فجعل يناقصه حتى بلغ الثلث، قال: فالناس يوصون بالثلث (١٥).


(١) شعبة هو موضع الالتقاء.
(٢) في نسخة (ل): (عادوته).
(٣) الغناء بفتح الغين وبالمد وهو: الكفاية. شرح صحيح مسلم للنووي (١٢/ ٥٤).
(٤) في الأصل ونسخة (هـ) ومسند أبي داوود الطيالسي - (ص ٢٨ / حديث رقم ٢٠٨) -: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ بإثبات (عن) على القراءة المعروفة، والتصويب من نسخة (ل)، ومن مسند أحمد (٣/ ٨٢، ٨٣ / حديث رقم ١٥٦٧) -طبعة أحمد شاكر- ومسند سعد بن أبي وقاص -للدورقي- (ص ٩٠ / حديث رقم ٤٣).
وكذلك السياق يدل على حذف حرف (عن)، فإن قراءة عبد الله -وهو ابن مسعود- هي بحذف (عن) كما ذكر ذلك الطبري في تفسيره (١٣/ ٣٧٧، ٣٧٨) -طبعة أحمد شاكر- وابن الجوزي في زاد المسير (٣/ ٣١٨)، وذكر أنها قراءة سعد بن أبي وقاص، وأبي بن كعب، وأبي العالية.
(٥) من نسخة (ل).
(٦) ما بين المعقوفتين من نسخة (ل)، والآية هي الأولى من سورة الأنفال.
(٧) هي: حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن مناف بن قصي. الطبقات الكبرى (٣/ ٧٣١)، (٦/ ١٢).
(٨) في نسخة (ل): وأنزلت.
(٩) سورة العنكبوت، آية (٨).
(١٠) قيل: هو: عتبان بن مالك. انظر: الغوامض والمبهمات (٢/ ٥٦٩، ٥٧٠ / حديث رقم ٥٦٠).
(١١) لم أقف على من عينهم.
(١٢) لم أقف على من عينهم.
(١٣) هو عتبان بن مالك. وقيل: حمزة بن عبد المطلب. انظر: الغوامض والمبهمات (٢/ ٥٦٩،٥٧٠ / حديث رقم ٥٥٩٠، ٥٦٠)، والمستفاد (٣/ ١٤٧٨/ حديث رقم ٥٩٠).
(١٤) سورة المائدة آية (٩٠)، وفي نسخة (ل) ذكر من تتمة الآية: ﴿مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾.
(١٥) أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل سعد بن أبي وقاص، ، (٤/ ١٨٧٨/ حديث رقم ٤٤).
فوائد الاستخراج: ذكر متن رواية شعبة، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بها على رواية زهير عن سماك.