(٢) لم ترد نسبته: "الطويل" في (ط) و (ك)، وهو حمُيد بن أبي حمُيد الطويل، أبو عبيدة الخُزاعي مولاهم البصري، وقد اختلف في اسم أبي حمُيد فقيل: تير، وقيل: تيرويه، وقيل: طرخان، وقيل: مخلد، وقيل: مهران، وقيل غير ذلك. ثقة، مخرَّجٌ له في الكتب الستة، غير أنه مدلِّسٌ وخاصة عن أنس، وقالوا: إن معظم أحاديثه عن أنس إنّما هو عن ثابتٍ وقتادة عنه، وله في البخاريّ أحاديث يرويها عن أنس مباشرة، وذكره العقيلي، وابن عدي في الضعفاء من أجل تدليسه. ورمز له الذهبي: "صح"، وقال: "ثقة، جليل، يدلِّس"، ثمّ قال أيضًا: "أجمعوا على الاحتجاج به إذا قال سمعت، وقد أورده العقيلي، وابن عدي في الضعفاء". وقد جعله الحافظ في المرتبة الثّالثة من المدلِّسين، وقال في "هدي الساري": "مشهورٌ من الثقات المتفق على الاحتجاج بهم إِلَّا أنه كان يدلِّس حديث أنس، وكان سمع أكثره من ثابت وغيره من أصحابه"، وقد صرَّح هنا بالتحديث، فالحمد لله. الضعفاء للعقيلي (١/ ٢٦٦)، الكامل لابن عدي (٦٨٢)، تهذيب الكمال للمزي (٧/ ٣٥٥)، الميزان للذهبي (١/ ٦١٠)، هدي الساري (ص: ٤١٩)، وتعريف أهل التقديس لابن حجر (ص: ٨٦). (٣) أبو عبد الله البصري. (٤) قوله: "معه" ليست في (ط) و (ك). (٥) كذا في جميع النسخ، وفي صحيح مسلم: "فلما أحسَّ" بالهمزة في أولها. قال ابن الصلاح: "هو لغةٌ قليلةٌ في: أحسَّ". انظر: صيانة صحيح مسلم لابن الصلاح (ص: ١٢٦). (٦) أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب المسح على الناصية والعمامة (١/ ٢٣٠ ح ٨١) عن محمّد بن عبد الله بن بَزيع، عن يزيد بن زُريع، عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، غير أنه قال: عن عروة بن المغيرة بن شعبة بدل حمزة بن المغيرة بن شعبة. وأخرجه النسائي في السنن -كتاب الطّهارة- باب المسح على العمامة مع الناصية (١/ ٧٦) عن عمرو بن علي الفلاس، وحمُيد بن مَسعدة كلاهما عن يزيد بن زُريع، عن حُميد، عن بكر بن عبد الله المزني، عن حمزة بن المغيرة، عن أبيه به. وأخرجه الدارمي في السنن -كتاب الصّلاة- باب السنة فيمن سبق ببعض الصّلاة (١/ ٣٥٣ ح ٣٥٣) عن مسدد، عن يزيد بن زُريعٍ، عن حمُيدٍ، عن بكر بن عبد الله = ⦗٥٣٨⦘ = المزني، عن حمزة بن المغيرة به. فمسددٌ -كما عند المصنِّف والدارمي-، وعمرو الفلاس، وحُميد بن مَسعدة -كما عند النسائي- يروونه عن يزيد بن زريع، عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، عن حمزة بن المغيرة، عن أبيه به. ويخالفهم محمّد بن عبد الله بن بَزيعٍ -كما رواه عنه مسلم- فيرويه عن يزيد بن زُريع، عن حميد عن بكر بن عبد الله المزني، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه به. وقد انتقد النقاد كالدارقطني، وأبي مسعود الدمشقي وغيرهما إسناد مسلم الّذي فيه: بكر بن عبد الله المزني، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، وقالوا: إن الصواب في هذا الإسناد هو: بكر بن عبد الله المزني، عن حمزة بن المغيرة بن شعبة، أي كما رواه المصنِّف. والدارقطني رحمه الله تعالى عزا الوهم إلى محمّد بن عبد الله بن بَزيع -وهو الظّاهر-، وأمّا أبو مسعود الدمشقي فقال: "هكذا يقول مسلم في حديث ابن بَزيع، عن يزيد بن زُريع، عن عروة بن المغيرة، وخالفه النَّاس فقالوا: حمزة بن المغيرة". وقال القاضي عياض: "حمزة بن المغيرة هو الصّحيح عندهم في هذا الحديث، وإنّما عروة بن المغيرة في الأحاديث الأخر، وحمزة وعروة ابنان للمغيرة، والحديث مرويٌ عنهما جميعًا، لكن رواية بكر بن عبد الله المزني إنّما هي عن حمزة بن المغيرة، وعن ابن المغيرة غير مسمى، ولا يقول بكرٌ: عروة، ومن قال: عروة عنه فقد وهم". والظاهر أنَّ ما ذهب إليه الدارقطني والقاضي عياض هو الصواب، وقد رجَّحه أيضًا الشّيخ أحمد شكر في تعليقه على سنن التّرمذيّ، والشيخ ربيع بن هادي المدخلي. فائدة الاستخراج: أخرج مسلم الحديث من وجهٍ انتقده النقاد فيه، وإخراج المصنِّف له على الصواب من فوائد الاستخراج. = ⦗٥٣٩⦘ = انظر: سنن التّرمذيّ (١/ ١٧٠)، التتبُّع للدارقطني (ص: ٢١٥ - ٢١٦)، شرح مسلم للنووي (٣/ ١٧١)، بين الإمامين مسلم والدراقطني للشيخ ربيع المدخلي (ص: ٨٣ - ٩١).