(٢) في (ك): "وكان". (٣) في (ك): "اقرؤا". (٤) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب القدر -باب معنى كل مولود يولد على الفطرة -٤/ ٢٠٤٧، رقم ٢٢ مكرر). وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر: حديث رقم (١١٦٥٤). والحديث أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (رواية الدبرى ١١/ ١١٩، رقم ٢٠٠٨٧). فائدة الاستخراج: ساق مسلم الإسناد، وأحال على رواية الزبيدي عن الزهري، وأتم المصنف السياق إسنادا ومتنا. (٥) قال ابن القيم ﵀: "إن أهل الأهواء (وهم القدرية) يحتجون بهذا الحديث على = ⦗٢٦٦⦘ = مذهبهم الباطل، ووجه استدلالهم من هذا الحديث: هو أن كل مولود يولد على الفطرة (وهي الإسلام) والله ﷾ لا يضل أحدا، وإنما أبواه يضلانه" (شفاء العليل ص ٥٦٦). وأيضا قالوا: إن الكفر والمعاصي ليست بقضاء الله وقدره، بل مما ابتدأ الناس إحداثه" (شفاء العليل ص ٥٦١). وقد أجاب عليهم أهل السنة، فقالوا لهم: أنتم لا تقولون بأول الحديث ولا بآخره، أما أوله فإنه لم يولد أحد عندكم على الإسلام أصلا، ولا جعل الله أحدا مسلما ولا كافرا عندكم، وهذا أحدث لنفسه الكفر، وهذا أحدث لنفسه الإسلام، والله لم يخلق واحدا منهما، ولكن دعاهما إلى الإسلام، وأزاح عللهما، وأعطاهما قدرة مماثلة، فهما يصلح للضدين، ولم يخص المؤمن بسبب يقتضي حصول الإيمان، فإن ذلك عندكم غيد مقدور له، ولو كان مقدورا لكان منع الكافر منه ظلما، هذا قول عامة القدرية. وأما كونكم لا تقولون بآخره: فهو أنه ينسب فيه التهويد والتنصير دون الأبوين، وعندكم أن المولود هو الذي أحدث لنفسه التهويد والتنصير إلى الأبوين، والأبوان لا قدرة لهما على ذلك البتة. وأيضا فقد جاء في حديث أبي هريرة هذا في آخره: قالوا: يا رسول الله! أفرأيت من يموت وهو صغير، قال: "الله أعلم بما كانوا عاملين". أخرجه البخاري ومسلم من طريق همام بن منبه (انظر: تخريج حديث رقم ١١٦٧٠)، وأبو داود في سننه (كتاب السنة -باب في ذراري المشركين- ٥/ ٨٦، رقم ٤٧١٤) من طريق أَبي الزناد عن الأعرج. قال أهل السنة: وأيضا: فقوله: "الله أعلم بما كانوا عاملين" دليل على أن الله يعلم ما يصيرون إليه بعد ولادتهم على الفطرة، هل يبقون عليها فيكونون مؤمنين، أو يغيرون فيصيرون كفارا، فهو دليل على تقدم العلم الذي ينكره غلاة القدرية، = ⦗٢٦٧⦘ = واتفق السلف على تكفيرهم بإنكاره. فالحديث لا حجة فيه لكم، بل هو حجة عليكم المراد بالحديث: دعوة الأبوين إلى ذلك، وتربيتهما له، وتربيتهما على ذلك مما يفعله المعلم والمربي، وخص الأبوين بالذكر على الغالب، وإلا فقد يقع من أحدهما أو غيرهما. أ. هـ. انظر: شفاء العليل (ص ٥٦٦، ٥٦٧). وقد أخرج الإمام أَبو داود بعد روايته لحديث أبي هريرة السابق أثرا عن الإمام مالك: فروى أَبو داود بسنده عن ابن وهب قال: سمعت مالكا قيل له: إن أهل الأهواء يحتجون علينا بهذا الحديث، قال مالك: احتج عليهم بآخره: "الله أعلم بما كانوا عاملين". سنن أبي داود (كتاب السنة، باب في ذراري المشركين، ٥/ ٨٩، رقم ٤٧١٥). فقوله: "فأبواه يهودانه" محمول على أن ذلك يقع بتقدير الله تعالى، ومن ثم احتج الإمام مالك بقوله في آخر الحديث: "الله أعلم بما كانوا عاملين" فتهويد الأبوين وتنصيرهما وتمجسيهما هو مما قدره الله أنه يفعل بالمولود، والمولود يولد على الفطرة سليما، وولد على أن هذه الفطرة السليمة يغيرها الأبوان، كما قدر سبحانه ذلك وكتبه، كما مثل النبي ﷺ ذلك بقوله: "كما تنتج البهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء"؟ فبين أن البهيمة تولد سليمة، ثم يجدعها الناس، وذلك بقضاء الله وقدره، فكذلك المولود يولد على الفطرة سليما ثم يفسده أبواه، وذلك أيضًا بقضاء الله وقدره، ولهذا قال الإمام الأوزاعي بعد روايته لحديث أبي هريرة: "كل مولود .... " الحديث، قال: "وذلك بقضاء الله وقدره" أ. هـ. انظر: أصول اعتقاد أهل السنة (٣/ ٥٦٣، رقم ٩٩٥)، شفاء العليل (٥٦١)، فتح الباري (٣/ ٢٩٤). (٦) معمر ﵀ علم أن هذا الحديث يستدل به القدرية على مذهبهم في نفي القدر، = ⦗٢٦٨⦘ = ولهذا قال للزهري لم تحدث بهذا وأنت على غير مذهبهم، قال: نحدث بما سمعنا.