للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١٧٢٨ - حدثنا ابن أبي رجاء، حدثنا وكيع (١)، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو [بن العاص] (٢) قال: قال النبي Object: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا" (٣).

⦗٣٢٥⦘ قال هشام: قال أبي: لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلًا حتى فشا فيهم أبناء سبايا الأمم، فقالوا (٤) فيهم بالرأي، فضلوا وأضلوا" (٥).


(١) ابن الجرح، وهو موضع الالتقاء.
(٢) زيادة من (ك).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب العلم -باب رفع العلم وقبضه، وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان -٤/ ٢٠٥٨ - رقم ١٣)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب العلم -باب كيف يقبض العلم - ١/ ٥٠ - رقم ١٠٠) من طريق مالك عن هشام بن عروة.
فائدة الاستخراج:
زيادة قول عروة في آخر الحديث، وليس هو عند مسلم.
(٤) جاء في (ك): "فقال".
(٥) قول عروة هذا لم يخرجه مسلم في صحيحه، وإسناد المصنف إلى عروة صحيح، وهو موقوف عليه. وأخرجه ابن عبد البر من طريق يحيى بن أيوب عن هشام به، ومن طريق سفيان بن عيينة عن هشام به (جامع بيان العلم وفضله ٢/ ١٠٤٧ و ١٠٥٢ - رقم ٢٠١٥ و ٢٠٣١)، وقد رواه البزار في مسنده (١/ ٩٦ - كشف الأستار) من طريق قيس بن الربيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا، قال البزار: "لا نعلم أحدًا قال عن هشام عن أبيه عن عبد الله إلا قيسًا، ورواه غيره مرسلًا"، وقال الهيثمي: "وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري، وضعفه جماعة، وقال ابن القطان: هذا إسناد حسن" (مجمع الزوائد ١/ ١٨٠).
وانظر كلام الأئمة حول قيس في: تهذيب الكمال (٢٤/ ٢٥)، وقال ابن حجر: (صدوق تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به" التقريب (ص ٤٥٧)، ولا شك أن الأئمة الثقات الحفاظ من أصحاب هشام؛ كـ وكيع وابن عيينة ويحيى بن أيوب أوقفوه على عروة، وهو الصواب، وأن رواية الرفع ضعيفة.
وقد جاء الحديث أيضًا مرفوعًا من طريق عبدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أخرجه ابن ماجة في سننه (المقدمة -باب اجتناب الرأي - ١/ ٢١ - رقم ٥٦)، وفي سنده: سويد بن سعيد الحدثاني، وجمهور الأئمة على تضعيفه كما تقدم.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة عند الدارقطني في سننه (٤/ ١٤٦)، إلا أن فيه الكلبي ضعيف جدًّا، وانظر: الجرح (٧/ ٢٧٠)، تهذيب الكمال (٢٥/ ٢٤٦).
والخلاصة: أن هذا الحديث لا يصح مرفوعًا، وإنما هو موقوف على عروة. =
⦗٣٢٦⦘ = * اهتمام العلماء بحديث الباب:
قال الحافظ ابن حجر Object: "وقد اشتهر هذا الحديث من رواية هشام بن عروة، فوقع لنا من رواية أكثر من سبعين نفسًا عنه من أهل الحرمين والعراقين والشام وخراسان ومصر وغيرها" أ. هـ.
وقال الحافظ أيضًا: "وذكر أبو القاسم عبد الرحمن بن الحافظ أبي عبد الله بن مندة في كتاب التذكرة: أن الذين رووه عن هشام أكثر من ذلك، وسرد أسماءهم، فزادوا على أربعمائة وسبعين نفسًا"، وقد عد الإمام الذهبي في كتابه: سير أعلام النبلاء الرواة عن هشام، وسماهم (السير ٦/ ٣٦ وما بعدها)، وقد توسع المصنف في هذا الباب، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، وابن حجر وغيرهم في ذكر طرق هذا الحديث، وقد جُمعت طرق هذا الحديث في جزء مستقل، كما نبه عليه الخطب البغدادي رحمه الله تعالى. انظر: جامع بيان العلم وفضله (١/ ٥٨٥ وما بعدها)، الجامع لأخلاق الرواي وآداب السامع (٢/ ٣٠٠)، فتح الباري (١/ ٢٣٥ و ١٣/ ٢٩٧، ٢٩٩).