قال الإمام أحمد: "حديثه حديث ضعيف، حدث عن يحيى بن أبي كثير أحاديث مناكير، ليس حديثه حديثًا مستقيمًا"، وضعفه ابن معين، وأبو داود، وابن حجر وغيرهم، وقال البخاري: "حديثه عن يحيى بن أبي كثير مضطرب، ليس بقائم". انظر: التاريخ رواية الدوري (٢/ ٤٢٩)، العلل للإمام أحمد رواية ابنه عبد الله (٣/ ١٠٨، رقم ٤٤٣٢)، الضعفاء الكبير للعقيلي (٣/ ١٥٧)، تهذيب الكمال (٢١/ ٣٤٠)، التقريب (ص ٤١٢). (٢) في (ك): "و". (٣) هكذا جاءت الرواية بالشك في رواية المصنف من طريق محمد بن بشر العبدي، وجزم أبو معاوية محمد بن خازم بأنه من طريق أبي هريرة، كما في رواية الترمذي -كما سيأتي-، وجاء عند ابن شاهين من طريق إبراهيم بن رستم عن = ⦗٣٦٢⦘ = عمر بن راشد عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي الدرداء ثم قال ابن شاهين: "هكذا قال إبراهيم، والصواب: عن أبي هريرة" (فضائل الأعمال ١/ ١٩٨). (٤) بضم أوله، ثم الراء المهملة: أي ولعوا به، ولم يتحدثوا بغيره، وفي رواية الترمذي "المستهترون"، وفي رواية ابن شاهين: "الذين يهترون"، وكلها بمعنى الولوع بالشيء والإفراط فيه، حتى كأنه أهتر: أي خرف. النهاية (٥/ ٢٤٢)، لسان العرب (٥/ ٢٤٩). (٥) هذا الحديث من زيادات المصنف، وفي إسناده: عمر بن راشد، وقد ضعفه الأئمة، خاصة في روايته عن يحيى بن أبي كثير، كما تقدم بيان ذلك في ترجمته. والحديث أخرجه الترمذي في جامعه (كتاب الدعوات -باب في العفو والعافية- ٥/ ٥٣٩، رقم ٣٥٩٦) من طريق أبي معاوية الضرير عن عمر بن راشد عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا، وقال الترمذي: "حسن غريب" (تحفة الأشراف ١١/ ٧٧). وأخرجه ابن شاهين في فضائل الأعمال (١/ ١٩٨، رقم ١٦٨)، والطبراني في الكبير (كما في جامع المسانيد لابن كثير ١٣/ ٦٤٧، رقم ١١١٧٨) كلاهما من طريق عمر بن راشد عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي الدرداء. وإسناد ابن شاهين إلى عمر بن راشد ضعيف، فيه: محمد بن أشرس، وهو ضعيف. انظر: الميزان (٤/ ٤٠٥). وإسناد الطبراني قال فيه الهيثمي في المجمع (١٠/ ٧٥): "رواه الطبراني عن = ⦗٣٦٣⦘ = شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وهو ضعيف"أ. هـ. وأما حديث أبي هريرة فقد تابع أبا سلمة فيه: عبد الرحمن بن يعقوب الجهني، أخرج حديثه الإمام أحمد في المسند (٢/ ٣٢٣)، والحاكم في المستدرك (١/ ٤٩٥) كلاهما من طريق أبي عامر العقدي عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة. قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي: "هو في الصحيح غير من قوله: "الذين يهترون" .. إلى آخره، رواه أحمد وفيه: أبو يعقوب صاحب أبي هريرة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" أ. هـ. * هكذا جاء في المطبوع من مجمع الزوائد، والذي في إسناد الإمام أحمد: "ابن يعقوب"، وجاءت تسميته عند الحاكم: "عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة"، وهو: والد العلاء بن عبد الرحمن، وهو ثقة من رجال مسلم (التقريب ص ٣٥٣). الخلاصة: نجد أن عمر بن راشد خالف علي بن المبارك إسنادًا ومتنًا: أما السند: فذكر أبا سلمة مكان عبد الرحمن. وأما المتن: فإنه أسقط منه تفسير المفردون، وزاد قوله: "يضع الذكر .. ". ولا شك أن علي بن المبارك أوثق من عمر بن راشد، وأن عليًّا من أوثق الناس في يحيى بن أبي كثير، كما نص عليه غير واحد من الأئمة (انظر: تهذيب الكمال ٢١/ ١١٢)، وقد تكلم في رواية الكوفيين عنه عن يحيى، وأن فيها ضعفًا كما نص على ذلك بعض الأئمة (انظر: تهذيب الكمال ٢١/ ١١٢، ١١٣ والتقريب ص ٤٠٤)، ولكن الراوي عنه في هذا الحديث هو: أبو عامر العقدي، وهو بصري (تهذيب الكمال ٨/ ٣٦٤)، فروايته عن علي صحيحة إن شاء الله. وحديث علي بن المبارك عن يحيى عن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة = ⦗٣٦٤⦘ = صححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (٦/ ١٢٧، رقم ٨٢٧٣)، والألباني في السلسلة الصحيحة (٣/ ٣٠٤، رقم ١٣١٧)، وللحديث شاهد من حديث معاذ بن جبل، قال الهيثمي: "أخرجه الطبراني، وفي إسناده: موسى بن عبيدة، وهو ضعيف" (مجمع الزوائد ١٠/ ٧٥).