للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١٩٥٩ - ز -حدثنا الأحمسي (١)، حدثنا أبو معاوية (٢)، عن محمد بن سوقة (٣)، عن طلحة بن عبيد الله بن كَرِيْز (٤)، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: " إن من الدعاء الذي لا يرد؛ دعوة الرجل لأخيه بظهر

⦗٦١⦘

الغيب، وإن الموكل به إذا دعا لأخيه بظهر الغيب يقول: آمين ولك مثله". لم يرفعه (٥).

⦗٦٢⦘

رواه النضر بن شميل، عن موسى بن سَرْوان (٦) المعلم، عن طلحة بن عبيد الله، عن أم الدرداء، قالت: حدثني سيّدي أنه سمع النبي ، بمثله (٧).


(١) محمد بن إسماعيل بن سمرة.
(٢) محمد بن خازم الضرير.
(٣) سوقة -بضم المهملة-، وهو الغنوى -بفتح المعجمة والنون الخفيفة- أبو بكر الكوفي العابد، ثقة مرضى، من الخامسة، ع. تقريب التهذيب (٥٩٤٢).
(٤) كريز؛ بفتح الكاف وكسر الراء. الإكمال لابن ماكولا (٧/ ١٣٠).
(٥) هكذا رواه المؤلف موقوفًا، وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (٤٩٥) من طريق عمرو بن عثمان الكلابي، عن أصبغ بن محمد الرقيب، عن جعفر بن برقان، عن محمد بن سوقة به مرفوعا.
وجعفر بن برقان الرقي صدوق يهم فى حديث الزهرى، كما في التقريب (٩٣٢)، وأصبغ بن محمد بن عمرو الوراق الجهني ابن أخي عبيد الله بن عمرو الأسدي الرقي، نص البخاري على سماعه من جعفر بن برقان، وقال أبو حاتم: (ليس به بأس)، وذكره ابن حبان في الثقات.
انظر: التاريخ الأوسط (٢/ ٢٢٦/ ٢٣٩٥)، التاريخ الكبير (٢/ ٣٦)، الجرح والتعديل (٢/ ٣٢١/ ١٢١٨)، الثقات (٨/ ١٣٣).
إلا أن عمرو بن عثمان بن سيار الكلابي الرقي ضعيف. انظر: التقريب (٥٠٧٤). فطريق المؤلف الموقوفة أقوى.
وأخرجه ابن المبارك في الزهد (٧٢٣) عن محمد بن سوقة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قوله: "ما تحاب متحابان في الله إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه، وإن مما لا يرد من الدعاء دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب، وما دعا له بخير إلا قال الملك الموكل: ولك مثله".
والطرف الأول من هذا المقطوع وصله الطبراني في المعجم الأوسط (٥/ ٢٦٧/ ٥٢٧٩) عن محمد بن أحمد بن البراء -وهو راوية كتاب العلل عن ابن المديني- عن المعان بن سليمان، عن موسى بن أعين، عن جعفر بن برقان، عن محمد بن سوقة، به.
وهذا إسناد رَقِّيٌّ رجاله ثقات، ويقوي رواية جعفر بن برقان المتقدمة عن محمد بن سوقة بإسناده مرفوعا، ومحمد بن سوقة اختلف فيه عليه عدى ثلاثة أوجه من روايه الثقات عنة، ولعله كان يرفعه تارة ويوقفه تارة ويقطعه تارة آخرى، ورواية الرفع=

⦗٦٢⦘
= مؤيدة من وجوه أخرى عن أبي الدرداء ، كما تقدم عند المصنف (برقم ١١١٥٧) من رواية صفوان بن عبد الله زوج الدرداء، عن أبي الدرداء وأم الدراداء، ومن حديث فضيل بن غزوان عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن أم الدرداء الصغرى عن أبي الدرداء ، وسيذكر المصنف تعليقا طريقا آخر له عن طلحة مما خرجه مسلم، وسنورد عنده كلام الدارقطني: على الحديث. والله أعلم
(٦) بالسين المهملة، بعدها راء ساكنة. ويقال: ثروان، بالثاء المعجمة بثلاث. ويقال: فروان، بالفاء.
انظر: المؤتلف والمختلف لعبد الغني الأزدي (١/ ١٠٢/ ١٥٥)، تقييد المهمل للغساني (١/ ١٥٤)، إكمال الإكمال لابن نقطة (١/ ٥٣٣ /٩٥٢، ٣/ ١٥٩/ ٢٩٨٧).
(٧) أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الذكر، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب (٤/ ٢٠٩٤ ح: ٨٧ - ٢٧٣٢) عن إسحاق ابن راهويه عن النضر بن شميل.
وهذا الوجه وقع في تهذيب التهذيب (١٠/ ٣٣٨) عن البرقاني، قال: "قلت للدارقطني: موسى بن ثروان؟ قال: ويقال: ابن سروان، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن عائشة ؛ إسناد مجهول، حمله الناس". ففيه تجهيل للإسناد، وليس في رواته مجهول، بل كل واحد منهم قد وثقه غير واحد من الأئمة، والصواب ما في سؤالات البرقاني (٥٠٠): "إسناد محمول، حمله الناس "، يعني أنهم قبلوه. والله أعلم وهذا وجه آخر من الوجوه المرفوعة له عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، ويرى الإمام الدارقطني أن رواية الوقف عنه أصح، فقال: "يرويه طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، واختلف عنه في رفعه، فرواه فضيل بن غزوان، ومحمد بن سوقة -واختلف عنه- وموسى بن ثروان المعلم، عن طلحة، فرفعوه إلى النبي ، إلا أن=

⦗٦٣⦘
= محمد بن سوقة رواه عنه الوليد بن أبي ثور وعيسى بن يونس موقوفا. ورفعه عنه جعفر بن برقان، ومحمد بن فضيل، على اختلاف عنه.
ورواه ابن عيينة؛ عن محمد بن سوقة، عن طلحة بن عبيد الله، عن أم الدداء، قولها لم يجاوز به. ورواه ابن المبارك، عن محمد بن سوقة، عن طلحة، قوله لم يجاوز به.
ورواه سهيل بن أبي صالح، عن طلحة، عن أم الدرداء، عن النبي ، ولم يذكر أبا الدرداء ، ورفعه، حدث به روح بن القاسم، عن سهيل.
وخالفه حبان بن علي، فرواه عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، ووهم.
ورواه عاصم الأحول، وكهمس بن الحسن، عن طلحة بن عبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء موقوفا، والموقوف أثبت في رواية طلحة". العلل (٦/ ٢٢٦ - ٢٢٧/ ١٠٩٢).
ولكنه يصححه مرفوعا من الوجه الآخر الذي خرجه مسلم، وتقدم عند المؤلف قريبا، فقال في موضع آخر: قال الدارقطني: "يرويه فضيل بن غزوان وموسى بن ثروان المعلم وسهيل بن أبي صالح، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء ، عن النبي .
ورواه محمد بن سوقة، عن طلحة بن كريز، واختلف عنه؛ فرواه جعفر بن نوفل، عن محمد بن سوقة، موقوفًا.
ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري، عن طلحة بن كريز، عن أم الدرداء، ولم يبلغ به أبا الدرداء، ولا رفعه.
وقد روي هذا الحديث عن أبي الدرداء من وجه آخر صحيح، ورواه عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، عن أبي الدرداء، عن النبيّ ، ورفعه صحيح"، ثم ساق الدارقطني أسانيده المرفوعة للحديث. العلل (١٣/ ٣١١ - ٣١٢/ ٣١٩٠).
ولعل مسلمًا اعتمد في تصحيح وجه الرفع عن طلحة أيضا تعدد طرقه من روإية=

⦗٦٤⦘
= الثقات عنه، وثبوته عن أبي الدرداء مرفوعا من وجوه أخر.
وهذا الموقوف له حكم الرفع، إذ مثله من الغيب الذي لا يدرك إلا بالوحي، ولا مدخل للاجتهاد فيه، وأبو الدرداء لم يعرف عنه الرواية عن أهل الكتاب. والله أعلم.