للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٠٤٣ - حدثنا السُّلَمي (١)، حدثنا عبد الرزاق (٢)، أخبرنا معمر (٣)، قال: قال لي الزهري (٤): ألا أحدثك حديثين عجيبين؟ قال الزهري: أخبرني حميد بن عبد الرحمن (٥)، عن أبي هريرة، [عن النبي ] (٦)

⦗١٥٦⦘

قال: "أسرف رجل على نفسه، فلما حضره الموت أوصى بنيه، فقال: إذا أنا مُتُّ فأحرقوني، ثم اسحقوني (٧)، ثم أذروني (٨) في الريح في البحر، فوالله لئن يقدر عليَّ ربي ﷿ ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا، ففعلوا به ذلك، فقال الله ﷿ للأرض: أدي ما أخذتِ، فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتك، يا رب -أو: مخافتك- فغفر له بذلك".

قال الزهري: وحدثني حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن رسول الله ، قال: "دخلت امرأة النار في هرة ربطتها -لا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض (٩) - حتى ماتت"، قال الزهري: "ذلك، لئلا يتكل رجل، ولا ييأس رجل" (١٠).


(١) أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، النيسابوري، المعروف بحمدان.
(٢) ابن همام بن منبه الصنعاني.
(٣) ابن راشد الأزدي البصري.
(٤) محمد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب الزهري.
(٥) ابن عوف الزهري.
(٦) ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل، وهو مثبت في مسند الإمام أحمد (١٣/ ٨٥=

⦗١٥٦⦘
= رقم ٧٦٤٧)، قال حدثنا عبد الرزاق به، وساق الإسناد والمتن مرفوعاً، وظاهر صنيع الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (١٤/ ٤٥٥٤ رقم ١٧٩٩٧) عند ما عزا الحديث لأبي عوانة أن الحديث مرفوع.
(٧) أي دقوني. انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (٢/ ٢٠٩).
(٨) يقال فيه: أذروني، واذروني، أي ألقوني، وفرقوني. انظر: الصحاح (٦/ ٢٣٤٥، ٢٣٦٢)، لسان العرب (١٤/ ٣٣٥).
(٩) أي هوام الأرض. انظر: النهاية (٢/ ٣٣)، تكملة فتح الملهم (١٢/ ١٧).
(١٠) أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سعة ، ٤/ ٢١١٠، ح: ٢٥ - ٢٧٥٦، و ٢٦١٩)، عن محمد بن رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق، به مثله.
وأخرج الحديث الثاني منهما أيضا في (كتاب البر والصفة الآداب، باب التحريم=

⦗١٥٧⦘
= تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان الذي لا يؤذي، ٤/ ٢٠٢٣، ح: ١٣٥ - ٢٦١٩) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، به مثله.
وهو متفق عليه، أخرج البخاري الحديث الأول منهما (كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، ٤/ ١٧٦/ ٣٤٨١) من طريق هشام بن يوسف عن معمر، به مثله.
وأخرج الحديث الثاني منهما في (كتاب بدء الخلق، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء، ٤/ ١٣٠/ ٣٣٢١)، من طريق الحسن وابن سيرين، وفي (كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، ٤/ ١٧٣/ ٣٤٦٧) من طريق ابن سيرين وحده، كلاهما عن أبي هريرة .
وكذا اتفق عليه الشيخان (صحيح مسلم، كتاب التوبة، باب سعة رحمة الله، ٤/ ٢١٠٩، ح: ٢٤ - ٢٧٥٦، وصحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ﴾ ٩/ ١٤٥ /٧٥٠٦) من حديث مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة . وهو في الموطأ (١/ ٢٤٠/٥١).