للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٠٨٩ - ز- حدثنا إسحاق بن سيار (١) النصيبي، حدثنا عمرو ابن عاصم (٢)، عن همام (٣)، عن قتادة (٤)، عن أبي الصديق الناجي (٥)، أنه حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري، قال: لا أحدثكم إلا ما سمعت من

⦗٢٠٢⦘

رسول الله سمعت أذناي ووعاه قلبي: "أن عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا، ثم عرضت له توبة، فسأل عن أعلم أهل الأرض؟ فدل على رجل، فأتاه، فقال: إنه قد قتل تسعة وتسعين نفسا، فهل له من توبة؟ فقال: بعد تسعة وتسعين نفسا؟! قال: فانتضى (٦) سيفه، فقتله، فكمل به، وكمل مائة، قال: ثم عرضت له توبة، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل، فأتاه، فقال: إنه قد قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: ومن يحول بينك وبين التوبة؟ اخرج من القرية الخبيثة التي أنت بها إلى قرية كذا وكذا، فاعبد ربك، فخرج عنها، فعرض له أجله في الطريق، فاختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقال إبليس: إنه لم يعصني قط، قالت ملائكة الرحمة: إنه قد خرج تائبا، انظروا إلى أي القريتين كان أقرب، فألحقوه بأهلها" (٧).

قال همام (٨): فحدثنا حميد (٩)، عن بكر بن عبد الله المزني (١٠)، عن أبي رافع (١١)، قال: "فبعث الله ملكا، فاختصموا إليه" ثمّ رجع إلى حديث

⦗٢٠٣⦘

أيي الصدّيق، قال: "انظروا إلى أي القريتين كان أقرب، فألحقوه بأهلها" (١٢).

قال قتادة: فحدثني الحسن (١٣): "أنّه لما عرف الموت احتفز بنفسه، قال: فقرب الله إليه القرية الصالحة، وباعد منه القرية الخبيثة، فألحقوه بأهلها، يعني: القرية الصالحة" (١٤).

رواه معاذ بن هشام (١٥)، عن أبيه، عن قتادة (١٦).

⦗٢٠٥⦘

المملكة العربية السعودية

وزارة التعليم

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

٣٢

عمادة البحث العلمي

رقم الإصدار: (١٦٤)

المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم

لأبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني (٣١٦ هـ)

تحقيق

د. مصطفى بن محمد محمود مختار

المجلد الحادى والعشرون

الطبعة الأولى

١٤٣٨ هـ / ٢٠١٦ م


(١) ابن محمد النصيبي أبو يعقوب الطحان.
(٢) ابن علي الكلابي البصري.
(٣) ابن يحيى بن دينار العوذي البصري.
(٤) ابن دعامة السدوسي البصري.
(٥) بكر بن عمرو البصري.
(٦) أي اخترطه واستخرجته من غمده. انظر: العين (٧/ ٥٨)، معجم ديوان الأدب (٤/ ١٢٤)، تهذيب اللغة (١٢/ ٥١)، النهاية في غريب الحديث والأثر (٥/ ٧٣).
(٧) انظر: تخريج الحديث السابق.
(٨) ابن يحيى بن دينار العوذي البصري، وهذا التعليق موصول بالإسناد في أول الحديث.
(٩) ابن أبى حميد الطويل البصرى.
(١٠) البصري.
(١١) نفيع الصائغ المدني، مولى ابنة عمر بن الخطاب، تابعي ثقة، وتقدمت ترجمته عند=

⦗٢٠٣⦘
=الحديث رقم (١٩٩٥).
(١٢) مرسل أبي رافع هذا من زوائد أبي عوانة على مسلم، وحديث همام هذا بوجهيه معا؛ أخرجه ابن ماجه في السنن (كتاب الديات، باب هل لقاتل مؤمن توبة، ٢/ ٨٧٥/ ٢٦٢٢) والإمام أحمد في المسند (١٧/ ٢٤٤/ ١١١٥٤) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٦/ ١١٢٦/ ١٩٦٥) من طرق عن يزيد بن هارون، والإمام أحمد أيضا (٨/ ٢١٩/ ١١٦٨٧) وأبو يعلى في مسنده (٢/ ٥٠٨/ ١٣٥٦) من طريق عفان، كلاهما عن همام به، ورجاله ثقات من رجال الشيخين، والمسند منه عن أبي سعيد الخدري مخرج في الصحيح -كما سيذكر المؤلف-، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وأما حديث أبي رافع نفيع هذا فمرسل. والله أعلم
(١٣) ابن أبى الحسن يسار البصرى.
(١٤) حديث الحسن: مرسل كذلك، وهو مخرج في صحيح مسلم أيضا، كما سيأتي.
(١٥) ابن أبى عبد الله سنبر الدستوائى البصرى.
(١٦) أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب قبول توبة القاتل، ٤/ ٢١١٨، ح: ٤٦ - ٢٧٦٦) عن محمد بن المثنى ومحمد ابن بشار، عن معاذ بن هشام به، وساق حديثي قتاد عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري مسنداً بنحو لفظ المصنف، وقتادة عن الحسن البصري: مرسلا، دون حديث أبي رافع الصائغ، كما تقدم.