للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٠٩٥ - حدَّثنا الصغانيُّ، حدثنا إبراهيمُ بن عَرعَرة (١)، حدَّثنا حَرَميُّ بن عِمارة (٢)، حدَّثنا شدّادُ أبو طلحة الرّاسبيُّ، عن غيلانَ بن جرير، عن أبي بُردة، عن أبيه، عن النَّبيِّ قال: "يَجِيءُ ناسٌ من المسلمين يومَ القيامة، بذنوبٍ أمثالَ الجِبالِ، يغْفِرُها الله لهم، ويضعُها على اليهودِ والنَّصارى" -فيما أحسب-.

قال أبو رَوح: لا أدري ممن الشّك، مني أو منه؟.

قال أبو بُردة: فحدّثت به عمر بن عبد العزيز، فقال: أبوك حدّثك بهذا عن النَّبيِّ ؟. فقلت: نعم (٣).


(١) إبراهيم بن محمد بن عرعرة البصري.
(٢) حَرَمِي بن عمارة هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(٣) أخرجه مسلم في (كتاب التوبة ٤/ ٢١٢٠ برقم ٥١) من طريق حرمى بن عمارة عن أبي طلحة الراسبي مثله. والحديث بهذا المتن شاذ في إسناده شداد بن سعيد أبو طلحة=

⦗٢١١⦘
=الراسبي صدوق يخطئ، وأخرج له مسلم هذا الحديث متابع للحديثين الذين قبله حيث جعله شاهدا. وقد تفرد شداد أبو طلحة عن غيلان بن جرير بهذا اللفظ الذي لم يذكره سائر الرواة عن أبي بردة بن أبي موسى.
قال البيهقي: "إلا أنّ اللفظ الذي تفرّد به شداد أبو طلحة بروايته في الحديث وهو قوله: "ويضعها على اليهود والنصارى" مع شك الراوي فيه، لا أُراه محفوظا، وإنما لفظ الحديث على ما رواه سعيد بن أبي بردة وغيره عن أبي بردة ".
وقال أيضا: "هذا حديث شك فيه راويه، وشداد أبو طلحة ممن تكلم أهل العلم بالحديث فيه، وإن كان مسلم بن الحجاج استشهد به في كتابه فليس هو ممن يقبل منه ما يخالف فيه، كيف والذين خالفوه في لفظ الحديث عدد وهو واحد، كل واحد ممن خالفه أحفظ منه. فلا معنى للاشتغال بتأويل ما رواه، مع خلاف ظاهر ما رواه الأصول الصحيحة الممهدة في: ﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ والله أعلم".
انظر: البعث والنشور (ص ٩٧ - ٩٨)، وشعب الإيمان (١/ ٥٨٤)، وفتح الباري (١١/ ٣٩٨ شرح حديث رقم ٦٥٣٤).