وكذلك في رواية جميع من أخرج الحديث -كما سيأتي- من طريق ابن أبي عدي عن ابن إسحاق به. وجاء في الأصل: "برجلٍ"وهو خطأ، ومما يقوي خطأ ذلك قوله في آخر الحديث "فضربوا". قال الإمام القرطبي ﵀: المشهور من الأخبار والمعروف عند العلماء أن الذي حد=
⦗٣١٠⦘ = حسان ومسطح وحمنه، ولم يسمع بحدٍ لعبد الله بن أبي -ثم ذكر ﵀ سبب ترك الحد للمنافق عبد الله بن أبي- (الجامع لأحكام القرآن ١٢/ ٢٠١ - ٢٠٢)، وانظر في ذلك أيضاً: زاد المعاد لابن القيم (٣/ ٢٦٣)، فتح الباري (٨/ ٣٣٧، ٣٣٩). (٢) الحديث من هذا الوجه -رواية عمرة بنت عبد الرحمن- تفرد به المصنف عن الإمام مسلم. وإسناد هذه الرواية حسن بسبب محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث في رواية يونس بن بكير (عند البيهقي في السنن الكبرى ٨/ ٢٥٠). والحديث من هذا الوجه أخرجه: أبو داود (السنن ٤/ ٦١٨ رقم ٤٤٧٤)، والترمذي (الجامع: ٥/ ٣١٤ رقم ٣١٨١ - وجاء في المطبوع.: عروة- وصوابه عمرة كما تحفة الأشراف ١٢/ ٤٠٨). وابن ماجه (السنن ٢/ ٨٥٧ رقم ٢٥٦٧)، والنسائي (السنن الكبرى ٤/ ٣٢٥ رقم ٧٣٥١)، وأحمد (المسند ٦/ ٣٥) وغيرهم من طريق ابن أبي عدي عن محمد بن إسحاق به. تنبيهات: أولًا: جاءت تسمية الذين قذفوا عائشة ﵂ في حديث أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. وهم مسطح وحسان وحمنة وعبد الله بن أبي بن سلول -وهو الذي تولى كبره-. أخرج هذه الرواية الإمام مسلم في صحيحه موصولًا والبخاري في صحيحه معلقًا، وقد تقدم تخريجها تحت حديث رقم (١٢١٤٨). وكذلك أخرجها أحمد في المسند (٦/ ٥٩)، والترمذي في جامعه (٥/ ٣١٠ - رقم ٣١٨٠)، وجاء أيضًا من طريق حماد بن سلمة كما في الحديث السابق. ثانيًا: ظاهر هذه الرواية إقامة الحد على رجلين -وهما حسان ومسطح- والمرأة -وهي حمنة- ﵃ أجمعين.=
⦗٣١١⦘ = وجاء التصريح بتسميتهم في حديث أبي هريرة ﵁، أخرجه البزار في مسنده (٣/ ٢٤٠ رقم ٢٦٦٣) وحسن إسناده الهيثمي (مجمع الزوائد ٩/ ٢٣٠) وابن حجر (مختصر زوائد البزار ٢/ ٣٥٤). وأما عبد الله بن أبي بن سلول -وهو الذي تولى كبر هذا الإفك- فإنه لم يحد على المشهور عند العلماء -كما تقدم- وقد جاء في حديث أبي اليسر الأنصاري: "أن النبي ﷺ أقام الحد على حسان ومسطح وعبد الله بن أبي" (أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٢٣/ ١٢٤ رقم ١٦٣) وفي إسناده اسماعيل بن يحي التيمي وهو كذاب. (انظر: مجمع الزوائد ٦/ ١٨٠، الميزان ١/ ٢٥٣). ثالثًا: عزا الحافظ ابن حجر ﵀ رواية عمرة عن عائشة (الفتح ٨/ ٣١٠) للبخاري في صحيحه في كتاب الشهادات. وقد أخرج البخاري حديث عائشة -في قصة الإفك- في أكثر من عشرين موضعًا، وقد تتبعتها فلم أجد فيها رواية عمرة عن عائشة، ثم رجعت إلى تحفة الإشراف (المجلد ١٢) ولم أقف على رواية البخاري لها عن عائشة في هذا الحديث، وإنما رواه عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة به -عند أصحاب السنن (تحفة الأشراف ١٢/ ٤٠٨) - فليتنبه. والله أعلم.