للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٣٤٩ - حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن أبي الحنين الكوفي [*]، حدّثنا عمر بن حفص بن غياث النخعي، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش، قال: حدّثني شقيق، قال: كنا جلوسا ننتظر عبد الله (١)، إذ جاء يزيدُ بن معاوية (٢)، فقلنا: ألا تجلس؟ فقال: لا، بل أدخل فأُخْرِجُ إليكم

⦗٤٥٩⦘

صاحبَكم، فقال: "أما إنِّي أُخْبَرُ بِمَكانِكم، ولكنه إنَّما يمنعني من الخروج إليكم، إنَّ رسول الله كان يتَخَوَّلُنا (٣) بالموعظة في الأيام كراهية السَّآمَة (٤) علينا" (٥).


(١) هو: ابن مسعود.
(٢) يزيد بن معاوية النخعي الكوفي، العابد، وكان أصحاب ابن مسعود يعدونه من خيار أصحاب عبد الله، وكان يستأذن لأصحاب عبد الله على عبد الله لاختصاصه به. وقال الخطيب: لا أعلمه أسنده شيئا، قتل غازيا بفارس.
انظر: التاريخ الكبير (٨/ ٣٥٥)، رقم (٣٣١٤)، تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ٥٠٨)، الثقات لابن حبان: ٥/ ٥٤٥، العلل لأحمد (٣٠٠٥).
(٣) قال ابن السكيت: معناه يصلحنا بها ويقوم علينا بها. ويقال: إن أصل الخائل الراعي ثم كثر ذلك في كلامهم حتى صار اسما لكل من ألزم خدمة وأكره عليها. والمعنى كان يراعي الأوقات في تذكيرنا ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا نمل "انظر: غريب الحديث للخطابي (٢/ ٤٣٧)، فتح الباري فتح الباري لابن حجر (١/ ١٦٢).
(٤) السَّآمَة: الملل والضجر، يقال: سئِمَ يسأم، سأمًا وسآمة. النهاية في غريب الحديث (صـ ٤١١) مادة (سئم).
(٥) أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب صفات المنافقين، باب الاقتصاد في الموعظة (٤/ ٢١٧٢) ح (٢٨٢١/ ٨٢) من طريق أبي معاية ووكيع، عن الأعمش به نحوه.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الدعوات، باب الموعظة ساعة بعد ساعة (٨/ ٨٧) ح (٦٤١١) عن عمر بن حفص بن غياث به مثله.
رواية المصنف من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، قال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أوثق أصحاب الأعمش حفص بن غياث، -قال علي- فأنكرت ذلك، ثم قدمت الكوفة باَخرة فأخرج إلي عمر بن حفص كتاب أبيه، عن الأعمش فجعلت أترحم على يحيى، وقلت لعمر: سمعت يحيى يقول: حفص أوثق أصحاب الأعمش، ولم أعلم حتى رأيت كتابه" شرح علل الترمذي (٢/ ٥٣٤ - ٥٣٥).
فبناء على قول ابن المديني ففيه العلو المعنوي وهو من فوائد الاستخراج.