للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٣٧٦ - حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله "إذا خَلَص المؤمنون من النار، وأَمِنُوا؛ فما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يَكون له عليه في الدنيا بأشد مجادلة من المؤمنين لربهم ﷿ في إخوانهم الذين أُدْخِلوا النَّار، يقولون: ربَّنا إخواننا كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويحجون معنا، فأَدْخَلْتَهم النار.

قال: فيقول: اذهبوا؛ فأخرجوا مَنْ عَرَفْتم منهم، فيأتوهم فيعرفونهم بصورهم؛ لا تأكل النارُ صوَرَهم، فمنهم من أخذته النارُ إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من أخذته النار إلى كعبيه، فيُخْرِجُون، فيقولون ربَّنا قد أخرَجْنا من أمرتنا. قال: ثم يقول: أَخْرِجوا مَنْ كان في قلبه مثقال دينار من الإيمان، ثمَّ كان في قلبه وزن نصف دينار، حتى يقول: أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرَّة.

قال أبو سعيد: فمن لم يصدق بهذا القول، فليقرأ هذه الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (١).

قال: فيقولون: ربَّنا قد أخرجنا من أمرتنا؛ فلم يبق في النار أحد فيه خير.

⦗٤٨١⦘

قال: ثم يقول الله ﷿: شَفَعَتْ الملائكة، وشَفَعت الأنبياء، وشَفَعَت المؤمنون، وبقي أرحم الراحمين.

قال: فيَقْبِض قَبْضَةً من النار، -أو قال: قبضتين- ناسًا لم يعملوا لله خيرا قطّ، قد احترقوا حتى صاروا حمُمًا (٢)، قال: فيؤتى بهم إلى ماءٍ يقال له: ماء الحياة، فيصبّ عليهم، فَيَنْبُتُون كما تَنْبُتُ الحبَّة في حمَيلْ السيل (٣).

قال: فيخرجون من أجسادهم مثل اللؤلؤ، في أعناقهم الخاتم عتقاء الله ﷿.

قال: فيقال لهم: ادخلوا الجنة، فما تمنَّيْتم ورأيتم من شيء فهو لكم، قال: فيقولون: ربَّنا أعطتينا ما لم تُعْطِ أحدا من العالمين، قال: فيقول: فإن لكم عندي أفضل منه، قال: فيقولون: ربَّنا وما أفضل من ذلك؟ فيقول: رضائي عنكم، فلا أسخط عليكم أبدا" (٤).


(١) سورة النساء، الآية: (٤٠).
(٢) جمع: حُمَمَة، وهو الفحم. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (١/ ١٩٤).
(٣) الحميل ما حمله السيل من كل شيء كل محمول فهو حميل كما يقال للمقتول: قتيل. والمعنى ما يجيء به السيل من طين أو غُثَاء وغيره، فإذا اتفقت فيه حبة واستقرت على شط مجرى السيل فإنها تنبت في يوم وليلة، فشبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم بعد إحراق النار لها. انظر: غريب الحديث للقاسم بن سلام (١/ ٧١)، النهاية في غريب الحديث (ص ٢٣٣) مادة (حمل).
(٤) أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، (١/ ١٦٧) ح (٣٠١/ ١٨٣) عن سويد بن سعيد، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم به أطول منه. =

⦗٤٨٢⦘
= وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التوحيد، باب كلام الرب جمع أهل الجنة رقم (٧٥١٨).
وقد تقدم هذا الحديث عند المصنف برقم (٥١٨) من طريق جعفر بن عون، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم به نحوه.