للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٣٩٢ - حدثنا علي بن حرب (١)، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "أوَّل زُمرة تدْخل الجنَّة من أمَّتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشدِّ نَجْمٍ في السماء إضاءةً، ثمَّ بعد ذلك على منازل أهل الجنة، لا يَتَغَوَّطون، ولا يبولون، ولا يَمْتَخِطُون (٢)، ولا يَبْزُقُون، أمشاطهم الذهب، وَمَجَامِرُهُمُ (٣) الألُوَّةُ (٤)، ورَشْحهم (٥) المسك، وأَخْلَاقُهُم عَلَى خلقِ رَجُلٍ

⦗٤٩٣⦘

وَاحِدٍ عَلَى طول أَبِيهِمْ سِتُّونَ ذِرَاعًا" (٦).

قال ابن أبي شيبة: عن أبي معاوية "على خُلُق". وقال أبو كريب: " على خَلْق رجل " (٧).


(١) الموصلي الطائي.
(٢) ليس في أنفهم من المياه الزائدة والمواد الفاسدة ليحتاجوا إلى إخراجها. انظر: تحفة الأحوذي (٧/ ٢٠٥).
(٣) المَجَامِرُ: جمع مِجْمَرٍ ومُجْمَرٍ، فالمِجْمَرُ بكسر الميم، هو الذي يوضع فيه النار للبخور.
والمُجْمَرُ بالضم: الذي يُتَبَخَّر بِه، وأُعِدّ له الجَمْرُ، وهو المراد في هذا الحديث.
انظر: النهاية في غريب الحديث (ص ١٦٣) مادة: (جمر).
(٤) الألوه: قال أبو عبيد فيها لغتان: الأَلوّة والأُلوّة -بفتح الألف وضمها، ويقال: الألْوَة خفيف. وهو العود الذي يُتَبخَّرُ به، وأراها كلمة فارسية عُرّبت. انظر: غريب الحديث لأبي عبد (١/ ٥٤).
(٥) رَشحهم: -بفتح الراء المهملة وإسكان الشين المعجمة وبالحاء المهملة- أي إن العرق الذي=

⦗٤٩٣⦘
= يترشح منهم رائحته كرائحة المسك. انظر: طرح التثريب في شرح التقريب (٨/ ٢٦٩).
(٦) أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجنة ونعيمها، باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر وصفاتهم وأزواجهم (٤/ ٢١٧٩) ح (٢٨٣٤/ ١٦) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب كلاهما عن أبي معاوية، به.
(٧) هذا التعليق وصله الإمام مسلم في صحيحه؛ -كما تقدم في الحاشية السابقة- عنهما، ثم ذكر اختلافهما في ضبطه، وأما المصنف فلعله وصله الحديث عنهما، فلم يخرج روايتهما واكتفى ببيان اختلافهما في ضبطه والله أعلم.
وقال أبو زرعة ابن العراقى: ذكر -يعنى: مسلم- عن شيخه أبي بكر بن أبي شيبة "على خُلُق رجل" أي بضم الخاء، واللام وعن شيخه أبي كريب "على خَلْق رجل" أي بفتح الخاء وإسكان اللام. طرح التثريب في شرح التقريب (٨/ ٢٦٧).
وقال النووي: قوله "أخلاقهم على خلق رجل واحد" قد ذكر مسلم فى الكتاب اختلاف ابن أبي شيبة وأبى كريب فى ضبطه، فإن ابن أبى شيبة يرويه بضم الحاء واللام وأبو كريب بفتح الحاء وإسكان اللام وكلاهما صحيح، وقد اختلف فيه رواة صحيح البخاري، ويرجح الضم بقوله في الحديث الآخر: "لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد"، وقد يرجح الفتح بقوله فى تمام الحديث: "على صورة أبيهم آدم" أو "على طوله" اهـ. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (١٧/ ١٧٢).