للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٥٠٥ - حدثنا أبو داود الحراني، قال: حدّثنا أبو عمر الحوضي (١)، قال: حدّثنا همام بن يحيى قال: حدّثنا قتادة، قال حدثني العلاء بن زياد، ويزيد أخو مطرف، ورجلان آخران نسي همام اسمهما أنَّ مطرف بن عبد الله حدثهم أنَّ عياض بن حمار حدثه أنَّه سمع رسول الله يقول: في خطبته: "إنَّ الله ﷿ أمرني أنْ أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، وانَّ

⦗٥٨٤⦘

كل مال نحلته عبدي حلالا، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنما أتتهم الشياطين؛ فاجتالتهم عن دينهم؛ وحرمتْ عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرَتْهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإن الله ﷿ نظر إلى أهل الأرض فمقَتَهم كلهم: عجمهم وعربهم غير بقايا من أهل الكتاب، وقال لي: يا محمدُ إنما بعثتك لأبتليك، وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء؛ تقرأه يقظانا ونائما، وإن الله ﷿ أمرني أن أحرق قريشا، فقلت: يا رب إذًا يثلغوا رأسي، فيدعوه خبزة، فقال: استخرجهم كما خرجوك واغزهم فسنُغزِّك، وأنفق ينفق عليك، وابعث جيشا؛ نبعث خمسة أمثاله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، قال: وأهل الجنة ثلاثة: إمام مقسط، مُصَدِّقٌ موفَّق (٢)، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، ورجل فقير عفيف مُتَصَدِّق، قال: وأهل النار خمسة: رجل خائن لا يخفى له طمع، وإن دَقَّ إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، والفقير الذي لا زَبَرَ له الذين هم فيكم تبعا لا يبغون أهلا ولا مالا" قال: فقال رجل يا عبد الله! أمِنَ العرب هو أم من الموالي هو؟ قال: هو التابعة يكون للرجل، فيصيب من خدمه سِفَاحًا غيرَ نكاح، "والشنظير الفاحش"، قال: وذكر البخل والكذب.

⦗٥٨٥⦘

لم يخرج مسلم حديث همام (٣).


(١) هو حفص بن عمر بن الحارث بن خبرة الأزدي النمري، وهذا هو الصواب -كما في الأصل- ومن تلاميذه: أبو داود الحراني، ومن شيوخه همام بن يحيى (كما في تهذيب الكمال ٧/ ٢٧ - ٢٨).
وجاء في إتحاف المهرة (١٢/ ٦٣٣) أبو عمر الضرير، ولم يذكر في ترجمة أبي عمر الضرير روايته عن همام، أو أخذ أبي داود الحراني عنه. (انظر: تهذيب الكمال ٧/ ٤٥).
(٢) في مسند أحمد (٣٠/ ٢٨٤) ح (١٨٣٤٠): "مُوقِنٌ".
(٣) أخرجه مسلم -كما تقدم في الحديث السابق- من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة به نحوه. ولم يخرجه من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، وأخرجه من هذا الوجه الإمام أحمد في المسند (٣٠/ ٢٨٣) ح (١٨٣٤٠) وابن حبان في صحيحه (٢/ ٤٢٢) ح (٦٥٣)، عن عفان، عن همام به نحوه، وسيأتي تخريج المصنف لرواية همام في الحديث الآتي.
وقوله في الحديث: "فقال رجل يا عبد الله أمِنَ العرب أم من الموالي هو؟ قال: هو التابعة يكون للرجل، فيصيب من خدمه سِفَاحًا غيرَ نكاح" زيادة على لفظ مسلم، وهو من فوائد الاستخراج.