للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٥٤٣ - حدثنا الصغاني (١)، حدثنا رَوْح بن عُبادة (٢)، حدثنا سعيد بن أبي عروبة (٣)، عن قتادة (٤)، قال: ذكر أنس بن مالك، عن أبي طلحة، "أنَّ نبي الله أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش، فقُذفوا فى طَوِيٍّ (٥) من أطواءِ بدر خبيثٍ مُخْبِث (٦)، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعَرْصةِ (٧) ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليومَ الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها، ثم سار ومعه أصحابه، فقالوا: ما نراه ينطلق إلا لبعض حاجته، حتى قام على شفة الرَّكِّي (٨)، فجعل ينادي بأسمائهم وأسماء آبائهم: يا فلانَ بن فلانٍ، ويا فلانَ بن فلانٍ، أَيَسُرُّكم أنكم

⦗١٩⦘

أطعتم الله ورسوله؟ فإنَّا قد وجدنا ما وعَدَنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعدكم ربُّكم حقًّا؟ فقال عمر: يا رسول الله، ما تكلم من أجساد لا أرواحَ فيها! فقال النبيُّ : والذي نفسُ محمدٍ بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم".

قال قتادة: "أحياهم الله حتى سمعوا قولَه تصغيرًا ونقمةً وحسرةً وندامةً" (٩).


(١) هو: محمد بن إسحاق بن جعفر الصغاني أبو بكر البغدادي.
(٢) روح بن عبادة بن العلاء أبو محمد القيسي البصري.
(٣) سعيد بن أبي عروبة مهران اليشكري مولاهم البصري.
(٤) قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري.
(٥) الطوي بفتح الطاء، كسر الواو، وآخره مشدد، هي: البئر المطوية بالحجارة، وجمعها أطواء. انظر: مشارق الأنوار (٣٢٣/ ١).
(٦) أي: فاسد مفسد لما يقع فيه. انظر: النهاية (٦/ ٢).
(٧) العرصة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء. انظر: القاموس المحيط (ص ٦٢٣).
(٨) الركي بفتح الراء كسر الكاف وتشديد الياء بعدها هي البير. انظر: مشارق الأنوار (١/ ٢٩٠).
(٩) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه ٤/ ٢٢٠٤/ حديث رقم ٧٨) من طريق روح بن عبادة.
وأخرجه البخاري فى صحيحه (كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل ٥/ ٧٦/ حديث رقم ٣٩٧٦).
من فوائد الاستخراج: إيراد لفظ حديث قتادة، حيث إن مسلما قد أحال به على معنى حديث ثابت.