كتاب مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية

أبواب في الفتن - باب بيان إثبات الخسف بهذه الأمة، والدليل على أن من التجأ إلى بيت الله أعاذه الله مما يحدث. - ج: 22 - ص: 42

١٢٥٧٥ - حدثنا ابن أبي مَسَرَّة (١)، وعمار (٢)، قالا: حدثنا

⦗٤٣⦘

الحُميدي (٣)، قال: حدثنا سفيان (٤)، قال: حدثني أمية بن صفوان الجمحي (٥)، أنَّه سمع عبد الله بن صفوان (٦) يقول: أخبرتني حفصة أنها سمعت النبي ﷺ يقول: "لَيَؤُمَّنَّ هذا البيتَ جيشٌ يغزونه، حتى إذا كان ببيداء من الأرض (٧)، خُسف بأوسطهم، وينادي (٨) أولهم آخرهم، فلا يفلت منهم إلا الشريد (٩) الذي يخبر عنهم"، فقال رجل لجدي (١٠): أشهد أنك لم تكذب على حفصة، وأنها لم تكذب على رسول الله ﷺ (١١).

⦗٤٤⦘

قال سفيان: "وكان عمر بن قيس (١٢) يحدث عن أمية، كنت لا أجترئ أنْ أسأله عنه، كان يجالس خالد بن محمد الزهيري (١٣)، وعبد الله بن شيبة (١٤)، وكانوا من كبراء قريش يومئذ، وكانوا يتجالسون في سوق الليل (١٥)، وهو يومئذ على باب المسجد، فاستعانني أمية أنظر له خالد بن أمية، فلما استعانني اجترأت عليه، سألته عنه، فحدثني" (١٦).

---

(١) هو: عبد الله بن أحمد بن زكريا.
(٢) عمار بن رجاء، أبو ياسر التغلبي الاستراباذي.
(٣) عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشى.
(٤) سفيان بن عيينة.
(٥) أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي المكي. مقبول كما في التقريب (١٥٣، ترجمة ٥٥٦).
(٦) عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي أبو صفوان المكي. ولد على عهد النبي ﷺ، ولأبيه صحبة مشهورة. انظر: (الإصابة ٥/ ١٢، التقريب ٥١٦، ترجمة ٣٣٩٤).
(٧) البيداء: الأرض التي لا عمران فيه. انظر: غريب الصحيحين (ص ٥٦١)، النهاية (ص ١٧٧١). وبيداء المدينة. هي: الشرف الذي قدام ذي الحليفة بطريق مكة. قاله البكري. معجم ما استعجم (١/ ٢٩١)، وشرح النووي على مسلم (١٨/ ٥).
وموضعها الآن في الجهة الجنوبية من مسجد ذي الحليفة، وفيها مباني ومنشآت. انظر: المعالم الأثيرة لمحمد شراب (ص ٦٧).
(٨) جا في الأصل: (وينادا)، والصواب ما أثبته، وقد جاء كذلك في صحيح مسلم.
(٩) قال القرطبيّ: الشريد: "هو الطريد عن أهله، ويعني به هنا المنفرد عن ذلك الجيش الذي يُخسف به ". المفهم (٦/ ٢٢٦).
(١٠) هو: عبد الله بن صفوان كما في رواية الحميدي في مسنده.
(١١) أخرجه الحميدي في مسنده (١/ ١٣٧/ حديث ٢٨٦).
وأخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الخسف بالجيش=

⦗٤٤⦘
= الذي يؤم البيت (٤/ ٢٢٠٩/ حديث رقم ٦) من طريق سفيان بن عيينة، به.
من فوائد الاستخراج:
- تصريح سفيان بالسماع من أمية بن صفوان، بينما هو عند مسلم بالعنعنة.
- ذكر نسبة أمية بن صفوان، وأنه الجمحي.
(١٢) عمر بن قيس المكي المعروف بسندل.
(١٣) لم أقف له على ترجمة.
(١٤) الظاهر أنه عبد الله بن شيبة بن عثمان القرشي خادم الكعبة أخو صفية بنت شيبة من عباد أهل مكة وزهاد التابعين. (مشاهير علماء الأمصار/ ١٣٦، رقم (٦٠٧، وتاريخ دمشق/ ٢٩/ ١٧١، رقم (٣٣٤٦).
(١٥) هي بمكة، عند جبل أبي قبيس. انظر: أخبار مكة للأزرقي (٢/ ٢٦٥)، المعالم الأثيرة (ص ٢٨٣).
(١٦) قول سفيان أخرجه الحميدي عقب الحديث كما هو عند أبي عوانة.