للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٦٠٩ - حدثنا يزيد بن سِنان وعبد الرحمن بن محمد بن منصور قُرْبزَان، قالا: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي (١)، عن قتادة، عن أبي قلابة (٢)، عن أبي أسماء الرَّحَبي (٣)، عن ثوبان، أنَّ في الله قال: "إنَّ الله زَوَى (٤) إنَّ الله زوى لي الأرض، حتى رأيتُ مشارقَها ومغاربَها، وأعطاني الكنزَيْن (٥) الأحمرَ والأبيض، وإنّ مُلكَ أمتى سيبلغ ما زُوِيَ لى منها؛ وإني سألت ربِّي أنْ لا يهلكهم بسَنَةٍ (٦)، وأن لا يُسَلِّطَ عليهم عدوًّا من

⦗٦٨⦘

غيرهم فيهلكهم، ولا يلبسهم شِيَعًا (٧) أو يُذيق بعضَهم بأْسَ بعض، فقال: يا محمد، إني إذا قضيتُ قضاءً فلا مردَّ له؛ إني أعطيتُك لأمَّتِك أنْ لا يُهلكوا بسَنَةٍ، وأن لا يُسلَّط عليهم عدوًّا من غيرهم فيستبيحَهم (٨) ولو اجتمع عليهم من بين أقطارِها، حتى يكون بعضُهم يهلك بعضًا، وبعضُهم يفني بعضًا، وبعضُهم يَسبي بعضًا، وإنه سترجع قبائلُ من أمتي إلى الشركِ وعبادةِ الأوثان، وإن مِن أخوفِ ما أخاف على أمتي الأئمةَ المُضِلِّين، وإنه إذا وُضع السيفُ فيهم لم يرفعْ عنهم إلى يوم القيامة، وإنه سيخرج في أمتي كذُّابون دجَّالون قريبٌ من ثلاثين، وإني خاتمُ النبيين، لا نبيَّ بعدي، ولا تزال طائفةٌ من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله" (٩).


(١) هشام بن أبي عبد الله سنبر أبو بكر البصري الدستوائي.
(٢) هو: عبد الله بن زيد بن عمرو أو عامر الجرمي، أبو قلابة البصري.
(٣) هو: عمرو بن مرثد أبو أسماء الرجي الدمشقي.
(٤) أي: جمع وقبض. انظر: مشارق الأنوار (١/ ٣١٣)، النهاية (٢/ ٣٢٠).
(٥) قال القاضي عياض: "يريد كنوز كسرى من الذهب والفضة. وقيل: أراد العرب والعجم، جمعهم الله على دينه. ويظهر لي أنه أراد بالأبيض: كنوز كسرى، وفتح بلاده؛ لأن الغالب على بلاد العراق وبلاد فارس الدراهمُ والفضةُ، وبالأحمر: كنوز قيصر بالشام ومصر وفتح بلاده إذ الغالب على أموالهم الذهب". انظر: مشارق الأنوار (١/ ٢٠٠).
(٦) السَّنَةُ: القحط. أي: لا أهلكهم بقحط يعمهم، بل إن وقع قحط فيكون في ناحية يسيرة بالنسبة إلى باقى بلاد الإسلام. انظر: النهاية (٣/ ٣٠٢)، شرح النووي على مسلم (١٤/ ١٨).
(٧) الشيع: الفِرَق، أي: لا يجعلهم فِرَقا مختلفين. انظر: النهاية (٢/ ٥٢٠).
(٨) يستأصلهم ويهلكهم جميعهم. انظر: النهاية (١/ ١٧٢)، شرح النووي على مسلم (١٣/ ١٨).
(٩) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض ٤/ ٢٢١٥، حديث رقم ٢/ ١٩) من طريق معاذ بن هشام، به.
من فوائد الاستخراج:
- تعيين أبي أسماء، وأنه الرحبي.
- ذكر لفظ رواية قتادة كاملا، بينما اقتصر الإمام مسلم على ذكر طرف منه، وأحال بباقيها على لفظ رواية أيوب، عن أبي قلابة.