للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٩٢٧ - حدثنا محمد بن إسماعيل السُّلَمِيُّ (١)، نا القَعْنَبِي (٢)، عن مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله في بعض أسفاره، حتى إذا كنّا بالبيداء (٣)، -أو بذات الجيش (٤) - انقطع عقدي (٥) فأقام رسول الله على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، (فأتى الناسُ إلى أبي بكر الصديق

⦗١٣٢⦘ فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة ؟ أقامت برسول الله وبالناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء) (٦)؟

قالت عائشة : فجاء أبو بكر ورسول الله واضع رأسَه على فخذي قد نام، فقال: حبستِ رسولَ الله والناسَ، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء.

قالت عائشة: : فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعُنني (٧) بيده في خاصرتي، فلا يمنعني التحركَ إلا مكانُ رسول الله على فخذي، فنام رسول الله حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله تعالى (٨) آية التيمم: ﴿فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا … ﴾ (٩)، فقال أسيد بن حضير (١٠) : ما هي بأول بركتكم يا آل أبى بكر. قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته (١١).


(١) محمد بن إسماعيل بن يوسف أبو إسماعيل السلمي.
(٢) هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب.
(٣) البيداء اسم لأرض ملْساء بين مكة والمدينة، وهي إلى مكة أقرب .... انظر معجم البلدان ١/ ٥٢٢، والنهاية ١/ ١٧١.
(٤) ذات الجيش -بفتح الجيم ثم السكون- واد بين ذي الحليفة وبرثان، وهي إحدى مراحله عند منصرفه من غزاة بني المصطلق. انظر: معجم البلدان ٢/ ٢٠٠.
(٥) العقد -بكسر المهلمة- كل ما يعقد ويعلق في العنق ويسمى قلادة أيضًا. فتح الباري ١/ ٥١٦.
(٦) ما بين القوسين سقط من "م".
(٧) يطعن -بفتح العين وضمه- وقال الحافظ ابن حجر: هو بضم العين في جميع ما هو حسّيّ، وأما المعنويّ فيقال: يطْعَن بالفتح، هذا المشهور فيهما اهـ. الصحاح ٦/ ٢١٥٧، والنهاية ٣/ ١٢٧، والفتح ١/ ٥١٧.
(٨) كذا في "الأصل" و"م" وفي "ك" و"ط" ﷿.
(٩) سورة المائدة آية ٦.
(١٠) أسيد -بالتصغير- ابن حضير -بمهملة ثم معجمة مصغرًا- أيضًا ابن سماك الأنصاري الأشهلى أبو يحيى صحابي جليل مات سنة ٢١ هـ توضيح المشتبه ١/ ٢١٨،
(١١) وقد أخرجه مسلم -رحمه الله تعالى- عن يحيى بن يحيى، عن مالك به. انظر: صحيحه =
⦗١٣٣⦘ = كتاب الحيض، باب التيمم برقم ١٠٨، ١/ ٢٧٩.
وأخرجه البخاري -رحمه الله تعالى- عن عبد الله بن يوسف عن مالك به. انظر: صحيحه مع الفتح، كتاب التيمم، باب التيمم برقم ٨٩، ١/ ٥٣. وهو في الموطأ رواية الليثي -كتاب الطهارة باب في التيمم برقم ٨٩، ١/ ٥٣.
وقد أخرجه أبو عوانة -رحمه الله تعالى- من طريق عبد الله بن مسلمة وهو مقدم في الرواية عن مالك -رحمه الله تعالى- ويعدّ ذلك من فوائده.