للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٦٧٥ - حدثنا الصغاني، نا أحمد بن يونس، ح

وحدثنا النفيلي علي بن عثمان، نا معاوية بن عمرو، ح

وحدثنا الحسن بن عمر بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران أَبو محمد (١)، نا خَلَف بن تميم (٢)، ح

وحدثنا أَبو أمية، نا يحيى بن أبي بكير، وأحمد بن يونس ومعاوية بن عمرو [الأزدي] (٣) قالوا: نا زائدة بن قدامة، نا موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله قال: دخلت على عائشة فقلت لها: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله ؟ فقالت: بلى، ثقل النبيّ

⦗٣٦٥⦘ فقال: "أصلّى الناس"؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك [يا رسول الله] (٤)، فقال: "ضعوا (٥) لي ماء في المخضب" (٦)، قالت: ففعلنا، فاغتسل ثم ذهب لينوء (٧)، فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: "أصلى الناس"؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: "ضعوا لي ماء في المخضب" قالت: ففعلنا، فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق، فقال: "أصلَّى الناس"؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله. قال: "ضعوا لى ماء في المخضب"، ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال: "أصلى الناس بعدُ"؟ قلنا: لا، وهم ينتظرونك. قالت (٨): والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله لصلاة العشاء (٩) الآخرة، قالت: فأرسل رسول الله إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس، قالت:

⦗٣٦٦⦘ فأتاه الرسول فقال: إنّ رسول الله يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أَبو بكر وكان رجلًا رقيقًا: يا عمر، صل بالناس، فقال له عمر: أنت أحق بذلك. قالت: فصلى أَبو بكر بهم تلك الأيام. قالت: ثم إنّ رسول الله وجد من نفسه خِفَّة، فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس، قالت: فلما رآه أَبو بكر ذهب ليتأخر فأوما إليه النبيّ : لا تتأخر وقال لهما: "أجلساني إلى جنب أبي بكر " فأجلساه، قالت: فجعل أَبو بكر يصلي، وهو قائم بصلاة النبيّ والناس يصلون بصلاة أبي بكر والنبيّ قاعد.

قال عبيد الله: فدخلت على [عبد الله] (١٠) ابن عباس فقلت: له (١١): ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله ؟ فقال: هات، فعرضت حديثها (١٢) عليه.

فما أنكر منه شيئًا غير أنَّه قال: أسمّت لك الرجل الآخر الذي كان مع العباس ؟ قال (١٣): قلت: لا. قال: هو علي . حديثهم واحد (١٤).

⦗٣٦٧⦘ رواه حسين الجعفي فزاد كلمات ونقص كلمات (١٥). ويقال في هذا الحديث دليل على أنّ المغمى عليه إذا أفاق يغتسل، وعلى إثبات خلافة أبي بكر .


(١) لم أقف عليه. وعلى "عبد الحميد" الثانية ما يشبه الضبة، وهو للتصحيح.
(٢) أَبو عبد الرحمن الكوفي نزيل المصيصة.
(٣) الزيادة من "ك" و"ط".
(٤) ما بين المعقوفتين لم يذكر في "الأصل".
(٥) (ك ١/ ٣٥٨).
(٦) المخضب -بكسر أوله وبخاء وضاد معجمتين- إناء مثل الإجانة التي يغسل فيها الثياب، ونحوها وقد يقال له المركن أيضًا. انظر: غريب الحديث ٣/ ٩١، والصحاح ١/ ١٢١، والنهاية ٢/ ٣٩، وشرح النووي ٤/ ١٠٣.
(٧) يقال: ناء ينوء نوءًا أي نهض بجَهْد ومشقة. انظر: غريب الحديث ١/ ٣٢٠، والصحاح ١/ ٧٨.
(٨) هكذا في "الأصل" وصحيح مسلم. وفي "ك" و"ط" "قال" وهو خطأ.
(٩) وفي "ك" و"ط": "عشاء" بدون "ال" وهو خطأ.
(١٠) الزيادة من "ك" و"ط".
(١١) "له" سقطت من "ط".
(١٢) وفي "ك" و"ط": "حديثهما" بالتثنية وهو خطأ.
(١٣) " قال" لم يذكر في "ك" و"ط".
(١٤) وقد أخرجه مسلم والبخاري -رحمهما الله تعالى- عن أحمد بن عبد الله بن يونس به.
انظر: صحيح مسلم كتاب الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من =
⦗٣٦٧⦘ = مرض، وسفر، وغيرهما من يصلي بالناس، وأن من صلى خلف إمام جالس لعجزه عن القيام لزمه القيام إذا قدر عليه ونسخ القعود خلف القاعد في حق من قدر على القيام برقم ٩٠، ١/ ٣١١، وصحيح البخاري، كتاب الأذان، باب إنّما جعل الإمام ليؤتم به … ، برقم ٦٨٧، ٢/ ١٧٢.
وقد أمر رسول الله المأمومين في أحاديث الباب السابق بالقعود إذا صلى إمامهم قاعدًا، وهنا صلّى بهم قاعدًا وهم قيام فأقرهم ولم ينكر عليهم ذلك، فيحمل الأمر بالقعود على الاستحباب؛ لأن الوجوب قد رفع بتقريره لهم وترك أمرهم بالإعادة، وهذا مقتضى الجمع بين الأدلة، نص عليه الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-، وذهب المصنف والنووي، وغيرهما إلى القول بالنسخ، ولكن الجمع بين الأدلة في مثل هذا أولى. والله أعلم. انظر: صحيح ابن خزيمة ٣/ ٥٦، ٥٧، وصحيح ابن حبان ٥/ ٤٨٣، برقم ٢١١٧، والفتح ٢/ ١٧٥ - ١٧٧.
(١٥) أي رواه عن زائدة به. وقد أخرج روايته هذه ابن حبان، عن الحسن بن سفيان، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عنه، به. انظر: صحيحه برقم ٢١١٦، ٥/ ٤٨٠.