كتاب مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية

ابتداء أبواب الصلوات وما فيها - باب بيان الأخبار التي تبين القراءة في صلاة الصبح، والدليل على إباحة قراءة بعض السورة فيها، وقراءة سورة في ركعتين - ج: 5 - ص: 107

١٨٣٤ - حدثنا أَبو حُميد المِصِّيْصِيُّ (١) وهِلَال بن العلاء (٢) وأبو جعفر المُخَرِّميُّ (٣)، قالوا: ثنا حَجَّاج (٤)، عن ابن جُرَيْج (٥)، قال: سمعتُ محمد بن عَبَّاد بن جعفر (٦) يقول:

⦗١٠٨⦘ أخبرني أبو سلَمَة بن سفيان (٧)، عن (٨) عبد الله بن عمرو (٩)،

⦗١٠٩⦘ وعبد الله بن (١٠) المُسَيَّبِ (١١) العابديِّ، عن عبد الله بن السائب (١٢)، قال: "صلَّى بنا النبيُّ ﷺ بمكة الصبح؛ فاستفتحَ سورةَ "المؤمنين" حتى إذا انتهى إلى ذكر "موسى" و"هارون"، أو ذكر "عيسى" -شك (١٣) محمدُ بن عباد، أو اختلفوا عليه- أخذتِ النبيَّ ﷺ سَعْلَةٌ (١٤)، فركع وابن السائب حاضِر ذلك" (١٥).

---

(١) هو: عبد الله بن محمد بن تميم، أَبو حميد المصيصي، "ثقة" (س). تهذيب الكمال (١٦/ ٥٢ - ٥٣)، التقريب (ص ٣٢١).
و"المصيصي" نسبة إلى بلدة كبيرة على ساحل الشام يقال لها: "المصيصة". مؤتلف ابن القيسراني (ص ١٣٣)، الأنساب (٥/ ٣١٥)، اللباب (٣/ ٢٢١) ..
(٢) الباهلي مولاهم أَبو عمرو الرّقي.
(٣) هو: محمد بن عبد الله بن المبارك المخرّمي -بمعجمة وتثقيل- البغدادي، "ثقة حافظ"، (بعد ٢٥٤ هـ)، (خ د س). تهذيب الكمال (٢٥/ ٥٣٤ - ٥٣٨)، التقريب (ص ٤٩٠).
و"المخَرمي" -بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وتشديد الراء المكسورة- هذه النسبة إلى "المخرِّم" وهي محلةٌ ببغداد مشهورة، وقيل لها "المخرِّم" لأن بعضَ ولد يزيد بن المخرِّم نزلها فَسُمِّيَتْ به. إكمال ابن ماكولا (٧/ ٢٣٩)، الأنساب (٥/ ٢٢٣)، اللباب (٣/ ١٧٨)، توضيح المشتبه (٨/ ٨٠).
(٤) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن هارون بن عبد الله، عن حجاج بن محمد (الأعور)، به، بنحوه مقرونًا بطريق محمد بن رافع عن عبد الرزاق، عنه، به، وزاد: "وفي حديث عبد الرزاق: فحذف، فركع"، وفي حديثه: "وعبد الله بن عمرو"، ولم يقل: ابن العاص. كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح، (١/ ٣٣٦)، برقم (٤٥٥).
(٥) هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي.
(٦) ابن رفاعة بن أمية المخزومي، المكي، "ثقة". ع. تهذيب الكمال (٢٥/ ٤٣٣ - ٤٣٥)، التقريب (ص ٤٨٦).
(٧) هو: عبد الله بن سفيان القرشي المخزومي -مشهور بكنيته، "ثقة"، (م د س ق).
تهذيب الكمال (١٥/ ٤٤ - ٤٨)، التقريب (ص ٣٠٦).
(٨) هكذا في النسخ: (ك)، و (م)، و (ل)، و (س)، وكذلك في المطبوع (٢/ ١٦١)، وهو خطأ، والصحيح (و) بدل (عن) لأن "عبد الله بن عمرو هذا وكذلك "عبد الله بن المسيّب" كلاهما قرينان لأبي سلمة، يروي ثلاثتهم عن عبد الله بن السائب.
وانظر: صحيح مسلم (١/ ٣٣٦) -برقم (٤٥٥)، وسنن أبي داود (١/ ٤٢٦) - برقم (٦٤٩)، سنن النسائي (٢/ ١٧٦)، عن أبي سلمة فقط. [*]
(٩) وفي (ل) و (م) زيادة (ابن العاص) كما هو في رواية مسلم (١/ ٣٣٦) -برقم (٤٥٥) وهذا خطأ، وهو "وهم من بعض أصحاب ابن جريج"، والصواب ما رواه عبد الرزاق في مصنفه (٢/ ١١٢) - برقم (٢٧٠٧) حيث قال: "عبد الله بن عمرو بن عبد القاريّ).
فالخلاصة: أنّ عبد الله بن عمرو هذا ليس هو ابن العاص الصحابي، بل عبد الله بن عمرو الحجازي. وراجع للتفصيل: شرح النووي لصحيح مسلم (٤/ ١٧٧)، تهذيب الكمال (١٥/ ٤٥ - ٤٧)، الفتح (٢/ ٢٩٩) [*].
وأما الحجازي فذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (٥/ ١٥٤) وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٥/ ١١٧) وعدَّاه من أهل الحجاز. وقال ابن سعد فيه: "كان قليلَ الحديث" [الطبقات (٦/ ٣١)]، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٥/ ٤٩)، وقال: "يروي عن أبي هريرة، روى عنه يحيى بن جعدة" -قلت: لعل هذا غير المترجم، لأنه لم يذكر من الرواة عن أبي هريرة في غير "الثقات" المذكور، وهكذا الحال في الراوي عنه: يحيى بن جعدة. وذكره الذهبي في المغني (١/ الترجمة: ٣٢٨٧) والميزان (٢/ ٤٦٨) وزاد "المخزومي"، وقال: "ما أعلم من روى عنه سوى محمد بن عباد بن جعفر، =
⦗١٠٩⦘ = صدوق إن شاء الله". وقال الحافظ في "التقريب": "مقبول من الرابعة". (ص ٣١٥)، (م د). تهذيب الكمال (١٥/ ٣٦٣).
(١٠) (ك ١/ ٣٩٣).
(١١) ابن أبي السائب: صيفي بن عابد -بموحدة- ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم، العابدي، المخزومي، "صدوق، من كبار الثالثة، ووهم من ذكره في الصحابة". (سنة بضع وستين هـ) (م د). تهذيب الكمال (١٦/ ١٤٣)، التقريب (ص ٣٢٣).
و"العابدي": نسبة إلى "عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم " السابق. الأنساب (٤/ ١٠٧)، اللباب (٢/ ٣٠١).
(١٢) ابن أبي السائب بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي، المكي. له ولأبيه صحبة، وكان قارئ أهل مكة، مات سنة بضع وستين (خد م ع).
الاستيعاب (١٥٦١)، أسد الغابة (٢٩٦٦)، تهذيب الكمال (١٤/ ٥٥٣ - ٥٥٤)، الإصابة (٤٧١٦) (٤/ ٨٩)، التقريب (ص ٣٠٥).
(١٣) في (ل) و (م): "محمد بن عباد شك".
(١٤) "سعلة" -بفتح أوله- مشارق الأنوار (٢/ ٢٢٥) من "السعال" ويجوز الضم. وهو صوتٌ يكون من وجع الحلق واليبوسة فيه. الفتح (٢/ ٣٠٠) عون المعبود (٢/ ٢٤٨).
(١٥) والحديث أخرجه أَبو داود في السنن (١/ ٤٢٦)، برقم (٦٤٩) باب "الصلاة في =
⦗١١٠⦘ = النعل" من طريق عبد الرزاق وأبي عاصم.
وكذلك النسائي في السنن: (٢/ ١٧٦)، عن أبي سلمة فقط.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" -عن الثلاثة- (٢/ ١١٢)، برقم (٢٧٠٧)، باب "القراءة في صلاة الصبح".
وأخرجه أحمد عنهم في المسند (٣/ ٤١١) عن ححاج، وعبد الرزاق، وروح، وهوذة بن خليفة، كلهم عن ابن جريج، به، وزاد حجاجٌ وروح في روايتهما: "عبد الله بن عمرو بن العاص" قال الحافظ في "أطراف المسند" (٣/ ٢٥): وهو خطأ. وقد سبق التفصيل في ذلك.
(١٦) "باب" من (ل) و (م).
(١٧) "قراءة" من (ل) و (م).