للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٩٦٣ - حدثنا أَبو داود السِّجْزِيُّ (١)، قال: نا مسدَّد، قال: ثنا يزيدُ بن زُرَيْع (٢) ومَسْلَمَةُ بن محمد (٣)، قالا: ثنا خالدُ الحذَّاء (٤)، قال: ثنا

⦗٢٧٨⦘ أَبو قِلَابَةَ (٥)، عن أبي المُهَلَّبِ (٦)، عن عمران بن حصين، قال: "سلَّم رسول الله في ثلاث ركعاتٍ (٧) من العصر (٨)، ثم دخل" -قال غَيْرُ

⦗٢٧٩⦘ مسلمةَ (٩): الحُجْرَةَ-. فقام إليه رجلٌ يقال له: "الخرباق" (١٠) - وكان

⦗٢٨٠⦘ طويلَ (١١) اليدين- وقال: "أقُصِرَتِ الصلاةُ يا رسولَ الله"؟ فخرج مُغْضِبًا يَجُرّ رداءَهُ (١٢)، فقال: "أصدق"؟، قالوا: "نعم" فصلى تلك (١٣) الركعةَ، ثم سَلَّم، ثم سجد سَجْدَتَيْها، ثم سَلَّم".


(١) وفي (ل) و (م) السجستاني، والحديث في سننه (١/ ٦١٨) برقم (١٠١٨).
(٢) هو البصري أَبو معاوية -بتقديم الزاي في "زريع"، مصغر-. "ثقة ثبت" (١٨٢ هـ).
ع. تهذيب الكمال (٣٢/ ١٢٤ - ١٣٠)، التقريب (ص ٦٠١).
(٣) هو الثقفي البصري- (د).
قال ابن معين -فيما رواه عنه الدوري-: "ليس حديثه بشيء". وقال الآجري: "سألتُ أبا داود عنه، قلتُ: قال يحيى: "ليس بشيء؟ " قال: حدثنا عنه مسدد، وأحاديثه مستقيمة"، قلت: حدث عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: "إياكم والزنج، فإنهم خَلْقٌ مشوّه؟ " فقال: من حدّث بهذا فأتهمه". وقال أَبو حاتم: "ليس بمشهور، شيخ يكتب حديثه". وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الذهبي في "الكاشف": "ضُغِّف". وقال الحافظ في "التقريب": "لين الحديث، من التاسعة". تاريخ ابن معين -رواية الدوري- (٢/ ٥٦٥)، الجرح (٨/ ٢٦٨)، الثقات لابن حبان (٩/ ١٨٠)، تهذيب الكمال (٢٧/ ٥٧٤)، الميزان (٤/ ١١٢)، الكاشف (٢/ ٢٦٤)، التقريب (ص ٥٣١).
(٤) هو: خالد بن مهران، أَبو المنازل البصري.
وهو الملتقى مع الإمام مسلم، فقد رواه عن: أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرْب، =
⦗٢٧٨⦘ = كلاهما عن ابن علية، عن خالد، به، نحوه. كتاب المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له، (١/ ٤٠٤ - ٤٠٥) برقم (٥٧٤).
(٥) هو: عبد الله بن زيد بن عمرو، أو عامر، الجرْمي البصري. "ثقة فاضل كثير الإرسال". (١٠٤ هـ وقيل: بعدها). ع. قال العجلي: "وكان يحمل على عليّ، ولم يرو عنه شيئا قط". وذكره العلائي في "جامع التحصيل" (ص ١١٢) في المدلسين.
يقول الذهبي في "الميزان": "يدلس عمن لحقهم وعمّن لم يلحقهم، وكان له صحف يحدث منها ويدلس". وتابعه الحلبي، فذكره في "التبيين" (ص ٦٥)، والحافظ، فذكره في "تعريف أهل التقديس" (ص ٣٩) في المرتبة الأولى منهم، ولكن وصفه بالتدليس باعتبار كون "التدليس" شاملا لرواية الراوي عمّن لم يدركه أو يعاصره.
ولعل إطلاق التدليس لم يمش عليه إلا الذهبي، راجع التفصيل في "التدليس في الحديث". ثقات العجلي (٨١٣)، (ص ٢٥٧)، المراسيل لابن أبي حاتم (١٦٩) (ص ٩٥)، تهذيب الكمال (١٤/ ٥٤٢ - ٥٤٨)، ميزان الاعتدال (٢/ ٤٢٥ - ٤٢٦)، جامع التحصيل (ص ٢١١)، التدليس في الحديث (ص ٢٠٦ - ٢٠٧).
(٦) هو الجرمي البصري، عم أبي قلابة المذكور. اسمه: عمرو، وقيل: عبد الرحمن بن معاوية، وقيل: معاوية بن عمرو، وقيل: عبد الرحمن بن عمرو، وقيل: النضر بن عمرو. "ثقة، من الثانية"، (بخ م ٤). تهذيب الكمال (٣٤/ ٣٢٩ - ٣٣٠)، التقريب (ص ٦٧٦).
(٧) كذا في النسخ، وفي المطبوع: "ركعة".
(٨) في صحيح مسلم بلفظ: "أن رسول الله صلى العصر، فسلّم في ثلاث ركعاتٍ، ثم دخل منزله … ".
(٩) كذا في جميع النسخ، والمراد هو: يزيد بن زريع وغيره من تلاميذ خالد، وتؤيده روايةُ النسائي في "المجتبى" (٣/ ٢٦) باب ذكر الاختلاف على أبي هريرة في السجدتين، عن أبي الأشعث [أحمد بن المقدام]، عن يزيد بن زريع، به، بنحوه، بلفظ: "فدخل منزله".
وعند مسلم في صحيحه (٥٧٤/ ١٠٢)، وابن ماجه (١٢١٥)، وابن خزيمة (١٠٥٤) من طرق عن عبد الوهاب الثقفي، عن خالد، به، بلفظ: "فدخل الحُجْرَةَ".
وعند مسلم (٥٧٤) من طريق ابن علية، عن خالد، به، بلفظ: "دخل منزله".
وفي هذا تظهر فائدة عدول المصنف عن قوله: "قال يزيد" إلى قوله: "غير مسلمة"؛ حيث إن الأخير يشمل يزيد وغيره، وهذا مقصود، على ما يظهر.
هذا، وفي نسخ سنن أبي داود -شيخ المصنف في الحديث المذكور- المطبوعة -الآتي ذكرها- بلفظ: "قال عن مسلمة: الحُجَر"، وعلى هذا ينعكس المعنى، ونسخ السنن مطبقة على هذا، انظر -مثلا: طبعة فؤاد عبد الباقي (١٠١٨)، (١/ ٦١٨)، طبعة محيي الدين عبد الحميد (١/ ٢٦٧)، طبعة الشيخ الساعاتي (دار الكتاب الإسلامي) (١/ ١٦١)، طبعة عون المعبود: الحَجَريَّة (١/ ٣٨٩)، دار الكتب العلمية (٢/ ٢٢٦)، نسخة بذل المجهود (٥/ ٣٨٣ - ٣٨٤)، نسخة السبكي (٦/ ١٤٣).
وشَرَحَ صاحبُ "بذل المجهود" الجملةَ المذكورة بقوله: "يعني: زاد مسلمةُ بعد قوله: "ثم دخل" لفظ "الحُجَر" ولم يذكره مسددٌ عن شيخه يزيد بن زريع"، وبنحوه قال محمود السبكي في "المنهل" (٦/ ١٤٣).
ويؤيد ما في نسخ أبي داود ما رواه البيهقي من طريق يوسف بن يعقوب، ثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، به، ولم يزد على قوله: "ثم دخل".
وهذا يدل على أن مسددًا لم يرو هذه اللفظة عن خالد.
(١٠) الخرباق هو: الملقب بذي اليدين من بني سليم كما ذكر في حديث أبي هريرة [برقم =
⦗٢٨٠⦘ = ١٩٦٢]. إكمال إكمال المعلم للأبي (٢/ ٤٩٦).
(١١) عند مسلم بلفظ: "وكان في يديه طول".
وفي حديث (٥٧٤/ ١٠٢) من صحيح مسلم بلفظ: "فقام رجل بسيط اليدين".
(١٢) في صحيح مسلم بعده زيادة: "حتى انتهى إلى الناس".
(١٣) في صحيح مسلم بلفظ: "فصلى ركعة … ثم سحد سجدتين … " وفيه (٥٧٤/ ١٠٢) بلفظ: "ثم سجد سحدتي السهو … ".