للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٠٢٠ - حدثنا أَبو حميدٍ عبد الله بن محمد -مولى بني هاشم (١) - قال: ثنا (٢) حجاجُ بن محمد، عن ابن جريج (٣)، قال: أخبرني ابنُ شهاب عن حديث عبّاد بن زياد (٤)،

⦗٣٤٤⦘ أنَّ عروةَ بن المغيرة بن شعبة (٥) أخبره، أنَّ المغيرةَ بن شعبة أخبره أنه غزا مع رسول الله غزوةَ تبوك، قال المغيرة: فَتَبَرَّزَ (٦) رسولُ الله قِبَل الغائط (٧)؛ فحملتُ معي (٨) إداوةً (٩) قبل صلاة الفجر، فلما رجع رسول الله إليَّ أخذتُ أهريق على يديه من الإداوة، فغسل يديه ثلاث مرات، وغسل وجهه، ثم ذهب يحسر (١٠) جُبَّته عن ذراعيه، فضاق كُمَّا

⦗٣٤٥⦘ جُبَّته، فأدخل يديه في الجبة حتى أخرج يديه من أسفل (١١) الجبة، وغسل ذراعيه إلى المرفقين، ثم توضأ ومسح (١٢) على خُفَّيْه، ثم أقبل وأقبلتُ معه، فلحقنا الناسَ قد قدّموا عبد الرحمن بن عوف يصلي بهم، فأدرك رسولُ الله [إحدى الركعتين، فصلى مع الناس الركعة الأخرى (١٣)]؛ فلما سلَّم عبد الرحمن قام رسول الله يُتِمُّ صلاته، فأفزع ذلك المسلمين؛ فأكثروا التسبيح، فلما قضى رسولُ الله صلاته أقبل عليهم، ثم قال: "أحسنتم" أو "أصبتم"، يُغَبِّطُهُمْ (١٤) أن صلَّوا الصلاة لوقتها".


(١) هو المصيصيُّ، و (بنو هاشم) بطن معروف من قريش من العدنانية، وهم: بنو هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب …
انظر: نسب قريش للزبيري (ص ١٤، ١٣، ١٢)، نهاية الأرب (ص ٣٨٦، ٣٣).
(٢) في (م) "سمعت" بدل "ثنا".
(٣) هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن محمد بن رافع، وحسن الحلواني، جميعا عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، به، بمثله.
كتاب الصلاة باب: تقدم الجماعة من يصلي بهم إذا تأخر الإمامُ ولم يخافوا مفسدةً بالتقديم (١/ ٣١٧ - ٣١٨) برقم (٢٧٤) [بعد رقم (٤٢١/ ١٠٤)].
(٤) ابن أبي سفيان، وهو أخو عبيد الله بن زياد، يكنى: أبا حرب (١٠٠ هـ) (م د س).
قال ابن المديني: "مجهول، لم يرو عنه غير الزهري"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: "ثقة"، وقال الحافظ: "وثقه ابن حبان". =
⦗٣٤٤⦘ = الثقات لابن حبان (٧/ ١٥٨)، تاريخ دمشق (٢٦/ ٢٣٤)، تهذيب الكمال (١٤/ ١٢٠)، الكاشف (١/ ٥٣٠)، التقريب (ص ٢٩٠).
(٥) أَبو يعفور الثقفي، الكوفي، و "يعفور" -على وزن يعقوب- بالفاء، وآخره راء. "ثقة، من الثالثة، مات بعد التسعين". ع. الإكمال لابن ماكولا (٧/ ٣٣٦)، تهذيب الكمال (٢٠/ ٣٧ - ٣٩)، توضيح المشتبه (٩/ ٢٣٨)، التقريب (ص ٣٩٠).
(٦) أي: خرج إلى البراز للحاجة، و "البَراز": الفضاء الواسع. المجموع المغيث (١/ ١٤٨)، النهاية (١/ ١١٨).
وفي (م): "فيرز"، وهو تحريف.
(٧) الغائط: المطمئن المنخفض من الأرض، ومنه قيل لموضع قضاء الحاجة: الغائط؛ لأن العادة أن الحاجة تُقضى في المنخفض من الأرض حيث هو أستر له. انظر: المجموع المغيث (٢/ ٥٨٦)، النهاية (٣/ ٣٩٥).
(٨) في (م): "معه" موافقا لما في صحيح مسلم.
(٩) الإداوة: -بالكسر-: إناء صغير من جلد يتخذ للماء كالسَّطيحة ونحوها، وجمعها أداوى. النهاية (١/ ٣٣)، وانظر: مشارق الأنوار (١/ ٢٤).
(١٠) أي: يخرج ذراعيه عن كميه، ولفظ صحيح مسلم: "ثم ذهب يُخرج جبته عن ذراعيه".
المجموع المغيث (١/ ٤٤٥). و "الكُمّ": رُدْن القميص. النهاية (٤/ ٢٠٠).
(١١) (ك ١/ ٤٢٨).
(١٢) كلمة "ومسح" لا توجد في (ل) و (م) وكذلك في صحيح مسلم.
(١٣) ما بين المعقوفتين كله ساقط من الأصل و (س)، والاستدراك من (ل) و (م)، وهو موجود في صحيح مسلم.
(١٤) قال ابن الأثير بعد ضبطه بالتشديد: "هكذا روي بالتشديد، أي: يحملهم على الغبط، ويجعل هذا الفعل عندهم مما يُغْبط عليه، وإن روي بالتخفيف فيكون قد غبطهم لتقدمهم وسبقهم للصلاة". [وهو مشكول هكذا -مشدَّدًا- في النسخة السندية.] النهاية (٣/ ٣٤٠).