للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٢١٧ - حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابنُ وَهْب (١)،

⦗١٤٩⦘ قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن [سعيد] (٢) بن المسيِّب أخبره وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: "كان رسول الله يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من الغداة (٣) ويكبر، ويرفع رأسه من الركوع، ويقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم يقول -وهو قائم-: اللهم أَنْجِ الوليدَ بن الوليد (٤)، وسلَمَةَ بن هشام (٥) وعياش بن أبي ربيعة (٦)، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشْدُدْ

⦗١٥٠⦘ وطأتَكَ (٧) على مضر (٨)، واجعلْها (٩) عليهم كسني يوسف (١٠)، اللهم العَنْ لِحْيَان (١١)، ورِعْلا (١٢)، وذكوان (١٣)،

⦗١٥١⦘ وعُصَيَّةَ (١٤) -عَصَتِ الله ورسولَه-. ثم بلغنا (١٥) أنه ترك لما أنزل الله عليه: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ (١٦) " الآية.


(١) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي الطاهر، وحرملة بن يحيى، قالا: أخبرنا ابن وهب، به، بمثله، سوى لفظة سيردُ بيانها في محلها.
كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة، إذا نزل بالمسلمين نازلة (١/ ٤٦٦ - ٤٦٧) برقم (٦٧٥).
(٢) من (ل) و (م).
(٣) في صحيح مسلم: "من القراءة".
(٤) ابن المغيرة القرشي المخزومي، أخو خالد بن الوليد وكان ممن شهد بدرًا مع المشركين، وأُسِرَ وفَدَى نفسه، ثم أسلم، فحُبس بمكة، ثم تواعد هو وسلمة وعياش المذكورون معه، وهربوا من المشركين، فعلم النبي بمخرجهم فدعا لهم. ومات الوليد لما قدم على النبي . انظر: الثقات (٣/ ٤٣٠)، الاستيعاب (٢٧٥٣)، (٤/ ١١٨)، أسد الغابة (٥٤٧٩)، (٥/ ٤٢٣)، الإصابة ت (٩١٧٢)، (٦/ ٤٨٤)، الفتح (٨/ ٧٤).
(٥) ابن المغيرة القرشي المخزومي، وهو ابن عم الذي قبله، وهو أخو أبي جهل، وكان من السابقين إلى الإسلام، واستشهد في خلافة أبي بكر بالشام سنة ١٤ هـ . انظر: الاستيعاب (١٠٣٧)، (٢/ ٢٠٣)، أسد الغابة (٢١٩٠)، (٢/ ٥٣١)، الإصابة ت (٣٤١٥)، (٣/ ١٣٠).
(٦) ابن المغيرة القرشي المخزومي، أبو ربيعة، اسمه: عمرو بن المغيرة. وعياش هو ابن عم الوليد بن الوليد المذكور، كان من السابقين أيضًا، وهاجر الهجرتين، ثم خدعه أبو جهل فرجع إلى مكة فحبسه، ثم فرّ مع رفيقيه المذكورين، مات سنة ١٥ هـ بالشام في =
⦗١٥٠⦘ = خلافة عمر وقيل: قبل ذلك. الاستيعاب (٢٠٣٢)، (٣/ ٣٠١)، أسد الغابة (٤١٤٥)، (٤/ ٣٠٨)، الإصابة (٦١٣٨)، (٤/ ٦٢٣ - ٦٢٤).
(٧) الوطأة: هي البأس، أي: خذهم أخذًا شديدًا. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص ٢٨٧)، النهاية (٥/ ٢٠٠)، شرح النووي (٥/ ١٧٧).
(٨) قبيلة مشهورة من العدنانية، وهم: بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهي التي نسب إليها قريش. انظر: جمهرة النسب لابن الكلبي (ص ٤)، نسب قريش للزبيري (٥، ٦)، جمهرة ابن حزم (ص ١٠)، الأنساب (٥/ ٣١٨) نهاية الأرب (ص ٣٧٧)، معجم قبائل الحجاز (ص ٤٩٤ - ٤٩٥).
(٩) في (م): (واجعلهما) وهو خطأ.
(١٠) المراد بـ (سني يوسف) هي إلى ذكر الله في كتابه، في قصة يوسف، على نبينا وعليه الصلاة والسلام-: ﴿ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ﴾ أي: سبع سنين فيها قحط وجدب. انظر: المجموع المغيث (٢/ ١٤١ - سنة)، النهاية (٢/ ٤١٤ - سنة).
(١١) (لحيان) -بكسر اللام [وقيل: بفتحها] وسكون المهملة- هو: ابن هذيل بن مدركة بن إلياس ابن مضر. انظر: جمهرة ابن الكلبي (ص ١٨٨)، الجمهرة لابن حزم (ص ١١، ١٩٦ - ١٩٧، ٤٦٦)، معجم قبائل الحجاز (ص ٤٥٣ - ٤٥٤).
(١٢) و (رعل) -بكسر الراء، وسكون المهملة- بطن من بني سُليم، ينسبون إلى رِعْل بن عوف بن مالك بن امرئ القيس بن بُهْئَة بن سليم.
جمهرة ابن حزم (ص ٢٦٢)، نهاية الأرب (ص ٢٤٤)، سبائك الذهب (ص ١٣١).
(١٣) (ذكوان) بطن من بني سُليم أيضًا من العدنانية، ينسبون إلى "ذكوان بن ثعلبة بن بُهْثة بن سليم. الجمهرة لابن حزم (ص ٢٦٣)، نهاية الأرب (ص ٢٣٧)، سبائك =
⦗١٥١⦘ = الذهب (ص ١٢٧).
(١٤) بنو عُصَيَّة بطن من بني سُليم -أيضًا- من العدنانية، ينسبون إلى: عُصَيّة بن خفاف بن ندبة بن بُهْثة بن سليم. مختلف القبائل ومؤتلفها لأبي جعفر محمد بن حبيب (ص ٨)، جمهرة ابن حزم (ص ٢٦١)، نهاية الأرب (ص ٣٢٩)، سبائك الذهب (ص ١٣١)، معجم قبائل الحجاز (ص ٣٣١ - ٣٣٢).
(١٥) وفي رواية البخاري (٤٥٦٠) بلفظ: (حتى أنزل الله ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ الآية.
وقد استشكل الحافظ هذا، بأن قصة رعل وذكوان كانت بَعْدَ أحد، ونزول ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ كان في قصة أحد، فكيف يتأخر السبب عن النزول؟ وقال: "ثم ظهر لي علة الخبر -يقصد رواية البخاري-، وأن قوله "حتى أنزل الله" منقطع من رواية الزهري عمن بلغه، بَيَّنَ ذلك مسلم في رواية يونس المذكورة، فقال هنا: قال -يعني: الزهري-: (ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت … )، وهذا البلاغ لا يصح لما ذكرته". وراجع للتفصيل: فتح الباري (٨/ ٧٥) (٧/ ٤٢٤).
وكلامه المذكور متجه، والله تعالى أعلم.
(١٦) سورة "آل عمران ": ١٢٨.