للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٣٢٦ - حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن يوسف الترمذي، قال: ثنا أبو حُذَيْفة (١)، قال: ثنا سفيان بن سعيد (٢)، عن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن كُرَيْب -مولى ابن عباس- عن ابن عباس، قال: "بِتُّ عند خالتي ميمونة، فقام النبي فأتى حاجته، ثم غسل يديه ووجهه (٣)، ثم مال إلى القِرْبَةِ (٤) فأطلق شِنَاقَها (٥)، ثم توضأ وضوءًا بين الوضوءين (٦)، لم

⦗٢٥٦⦘ يُكْثِر وقد أبلغ، ثم قام يصلي، فقمت فَتَمَطَّيْتُ (٧) كراهية أن يَرَى أني كنتُ أرقَبُه (٨)، فقمتُ فتوضأتُ، فقام يصلي، فقمتُ عن يَساره، فأخذ برأسي فحَوّلني عن يمينه، -أو قال: فأخذ بأذني (٩) - حتى أدارني فكنت عن يمينه، فتَتَامَّتْ صلاةُ رسول الله ثلاث عشرة ركعة، ثم نام النبي حتى يتوضأ -وكان إذا نام نفخ- فأتاه بلال فآذنه بالصلاة، فقام يصلي (١٠) ولم يتوضأ، وكان يقول في دعائه: اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي لساني (١١) نورًا، وفي بصري نورًا، وعن يميني نورًا، وعن شمالي نورًا، ومن تحتي نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن بين يدي نورًا، ومن خلفي نورًا،

⦗٢٥٧⦘ وأعظم (١٢) لي نورًا". قال كريب: وستةٌ (١٣) عندي مكتوبات في التابوت (١٤) (١٥): "ومُخّي، وعَصَبي، وشَعْري، وبشري، وعِظامي" (١٦).

ورواه عبد الرحمن بن مهدي (١٧) عن سفيان، قال: "أخذ بأذني فأدارني عن يمينه"، وذكر بطوله، وقال في آخره: "فلقيت رجلًا من ولد العباس فحدثني بهن، وذكر: "عصبي، ولحمي، ودمي، وشعري،

⦗٢٥٨⦘ وبشري"، وذكر خصلتين.

يقال (١٨): "التابوت" فيه كُتُبُ علي بن عبد الله بن عباس (١٩).


(١) هو: موسى بن مسعود النَّهْدي -بفتح النون وسكون الهاء- البصري.
(٢) هو الثوري، وهو موضع الإلتقاء، رواه مسلم عن عبد الله بن هاشم، حدثنا عبد الرحمن (وهو ابن مهدي)، حدثنا سفيان، به، بنحوه. كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، (١/ ٥٢٥ - ٥٢٦)، برقم (٧٦٣).
(٣) هنا عند مسلم والبخاري: "ثم نام، ثم قام".
(٤) بكسر القاف، وهي: الوطب (وعاء) من اللبن، وقد تكون للماء. المحكم لابن سيدة، اللسان (١/ ٦٦٨).
(٥) "الشناق" -بكسر الشين المعجمة- الخيط والسير الذي تعلّق به القربة على الوتد.
وقيل: خيط يشد به فم القربة. ورجحه أبو عبيد، ويرجحه ما ورد في تفسيرها في رواية الطيالسي (٢٧٠٦) عن شعبة بقوله "يعني رباطها". غريب أبي عبيد (١/ ٨٦)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص ١٥٥)، النهاية (٢/ ٥٠٦).
(٦) فسره بقوله: "لم يكثر وقد أبلغ" كما في حديث (٢٣٣٨) الآتي عند المصنف بلفظ =
⦗٢٥٦⦘ = "وضوءا خفيفًا". وراجع إكمال إكمال المعلم (٣/ ٩٤).
(٧) أي: تمدّدتُ كالقائم من النوم. انظر: غريب الحميدي (ص ٦٠)، النهاية (٤/ ٣٤٠).
(٨) في صحيح مسلم "أنتبه له" وكلاهما بمعنى.
(٩) هكذا في رواية ابن المديني عن ابن مهدي عند البخاري (٦٣١٦) وأحمد عنه في المسند (١/ ٣٤٣) (٣١٩٤) وكذلك في رواية عبد الرزاق (٣٨٦٢، ٤٧٠٧).
وفي رواية عبد الله بن هاشم عن ابن مهدي عند مسلم (٧٦٣) بلفظ: "بيدي"، وفي رواية مالك عند المصنف (٢٤) و (٥٧١) والبخاري (٩٩٢) بلفظ: "فوضع يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني يفلتها".
(١٠) (ك ١/ ٤٩٤).
(١١) "وفي لساني نورا" يُذْكَرْ في رواية ابن مهدي عند البخاري (٦٣١٦) ولا عند مسلم (٧٦٣) وأحمد (٣١٩٤)، وقد تابع أبا حذيفة في ذكره القطان- على ما روى عنه عبد الرزاق، (٣٨٦٢، ٤٧٠٧).
(١٢) هكذا عند أحمد (٣١٩٤) وعبد الرزاق (عن يحيى عن الثوري) (٤٧٠٧)، وفي مسلم "وعَظِّمْ"، وراجع "الفتح" (١١/ ١٢١).
(١٣) وعند البخاري "وسبع في التابوت" ونحوه عند مسلم، وسبب اختلاف العدد بين رواية أبي حذيفة وابن مهدي ما سبقت الإشارة إلى أن "اللسان" لم تذكر في رواية ابن مهدي فيكون العدد سبعًا، بينما ذكرت في رواية أبي حذيفة فيكون ستًّا، وقد تابع القطانُ أبا حذيفة في الموضعين.
(١٤) اختلف في المراد "بالتابوت" على أقوال سردها الحافظ في "الفتح" (١١/ ١٢١) منها: ما اختاره ابن الجوزي أن المراد به "الصندوق"، أي: ستة مكتوبة عنده في الصندوق لم يحفظها في ذلك الوقت. وأيده الحافظ استنادا إلى رواية أبي عوانة هذه.
ويبدو أنه هو الراجح -والله تعالى أعلم-، وسيأتي اختيار المصنف في نهاية الحديث.
وهذا اللفظ عند المصنف من أهم فوائد الاستخراج.
(١٥) عند مسلم هنا زيادة سيُنَبّه عليها المصنف بعد نهاية الحديث.
(١٦) زاد القطان -على ما في مصنف عبد الرزاق (٤٧٠٧) -: "ودمي"، وبذلك تكتمل الستة.
(١٧) وصله مسلم [راجع موضع الالتقاء] والبخاري (٦٣١٦) في "الدعوات" باب الدعاء إذا انتبه من الليل (١١/ ١١٩ - ١٢٠)، عن ابن المديني عنه، به، وكذلك أحمد عنه (١/ ٣٤٣)، و "سفيان" هو الثوري.
(١٨) في (ل) و (م) "يقال" واضح، وفي (ط) وصلب الأصل "فقال" وهو خطأ، وتوجد علامة "الخرجة" عليها في الأصل يبدو أنه مصحح في الهامش، وكل ما كتب في الهامش مطموس.
(١٩) هو الهاشمي، أبو محمد (١١٨ هـ). (بخ م ٤). تهذيب الكمال (٢١/ ٣٥ - ٤٠)، التقريب (ص ٤٠٣).