للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٣٢٨ - حدثنا يوسف بن مُسَلَّم (١) وأبو حُمَيْد (٢)، قالا: ثنا حجاج بن محمد، قال: حدثني شعبة (٣)، عن سلمة بن كُهَيْل، عن كُرَيْب،

⦗٢٥٩⦘ عن ابن عباس، قال: "بت في بيت خالتي ميمونة، فتَعَيَّنْتُ رسول الله أو قال: فتَرَقَّبْتُ، أو: فَتَفَقَّدْتُ (٤) كيف يصلي رسول الله ؟ (٥) فنام، ثم قام، ثم غسل وجهه وكفيه، ثم نام، ثم قام فَعَمَدَ إلى القِرْبة فأطلق شِنَاقَها، ثم صبَّ في الجَفْنَة (٦)، أو القَصْعَة، فأكبَّ على (٧) يده، ثم توضأ وضوءًا حسنًا بين الوضوءين، ثم قام، فصلى، فجئتُ فقمت عن يساره، فأخذني فأقامني عن يمينه، فتكاملت صلاة رسول الله ثلاث عشرة ركعة، ثم نام حتى نفخ -وكنا نعرفه إذا نام بنفخه-، ثم خرج إلى الصلاة، فصلى، وجعل يقول في صلاته أو سجوده: اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، [في بصري نورًا (٨)]، وعن

⦗٢٦٠⦘ يميني نورًا، وعن يساري (٩) نورًا، وأمامي نورًا، [وخلفي نورًا] (١٠)، ومن تحتي نورًا، ومن فوقي نورًا، واجعلني نورًا".

قال شعبة (١١): أو قال: "واجعل لي نورًا". قال (١٢) شعبة: وحدثني عمرو بن دينار (١٣)، عن كُرَيْب، عن ابن عباس، أنه (١٤) قال: "نام مُضْطَجِعًا".

ذكر محمد بن رَجَاء (١٥) عن النضر بن شُمَيْل، قال: ثنا شعبة، قال: ثنا سلمة بن كُهَيْل، عن بُكَيْر (١٦) (١٧) عن كريب، عن ابن عباس -قال سلمة:

⦗٢٦١⦘ فَلَقِيْتُ كُرَيْبًا فقال: قال ابن عباس: "كنت عند خالتي ميمونة؛ فجاء رسول الله … " ثم ذكر مثل حديث غُنْدَر وحجاج، وقال: "واجعلني نورًا" -ولم يشك- ذكره بعض أصحابنا.

يقولون: هو بكير بن عبد الله بن الأشج، ولا يشبه أن يكون هذا "بكيرًا" الضخم الكوفي (١٨)، وبكير هذا يحدث عنه أشعث بن سوار (١٩)

⦗٢٦٢⦘ويقال له: أشعث (٢٠) الأفرق، ويقال: النجار (٢١) -.


(١) هو: يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي.
(٢) هو: عبد الله بن محمد بن تميم المصّيصي.
(٣) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمد بن بشار، حدثنا محمد (وهو ابن جعفر)، حدثنا شعبة، به. الكتاب والباب المذكوران في (ح/٢٣٢٦)، (١/ ٥٢٨ - ٥٢٩) برقم (٧٦٣/ ١٨٧).
(٤) وعند مسلم: "فبقيت" وكذلك عند ابن خزيمة، من رواية ابن عدي عن شعبة (١٢٧)، وعند أحمد (١/ ٢٨٤) (٢٥٦٧) من رواية غندر عنه، والطيالسي (٢٧٠٦) أيضًا عنه بلفظ: "فرقبت"، وكلها بمعنى.
(٥) في (ل) و (م) "فتفقدت رسول الله كيف يصلي".
(٦) الجفنة هي القَصْعَةُ الكبيرة، والجمع جِفَان، وجِفَن. اللسان (١٣/ ٨٩).
(٧) "على" لا توجد في (ل) و (م) وهذا قريب مما في مسند أحمد (٢٥٦٧) -رواية غندر-: "وأكب يده عليها". وعند مسلم "فأكبه بيده عليها" ومعاني هذه الوجوه واضحة، فالإكباب راجع إلى ما في القصعة -على ما في المثبت- وإلى اليد -على ما في (ل) و (م) ومسند أحمد، -وإلى "الشناق" -على ما في صحيح مسلم-. والله تعالى أعلم.
(٨) ما بين المعقوفتين مستدرك من (ل) و (م)، وهكذا في صحيح مسلم ومسند أحمد (٢٥٦٧)، ومسند الطيالسي (٢٧٠٦).
(٩) هكذا في مسند أحمد والطيالسي، وفي صحيح مسلم: "وعن شمالي نورًا" والجميع بمعنى.
(١٠) ما بين المعقوفتين مستدرك من (ل) و (م).
(١١) "قال شعبة" لا توجد في (ل) و (م) هنا.
(١٢) من هنا إلى له: "مضطجعًا" لا يوجد في مسلم والطيالسي، وهو موجود في رواية غندر عند أحمد (٢٥٦٧)، ويُعد هذا من فوائد الاستخراج.
(١٣) في (ل) و (م) هنا زيادة "به" ولا حاجة إليها هنا.
(١٤) "أنه قال: نام مضطجعا" لا توجد في (ل) و (م).
(١٥) هو: السندي، أبو عبد الله النيسابوري، وهو من إسفرايين، سمع النضر بن شميل ومكي بن إبراهيم، روى عنه ابنه محمد، وابن خزيمة، وغيرهما. قال أبو عبد الله محمد بن يعقوب (المعروف بابن الأخرم (٣٤٤ هـ): "رجاء بن السندي، وابنه أبو عبد الله، وابنه أبو بكر ثلاثتهم ثقات أثبات". انظر: تاريخ بغداد (٥/ ٢٧٦ - ٢٧٧)، الأنساب (٣/ ٣٢٠)، توضيح المشتبه (٥/ ١٨٧).
(١٦) سيأتي رأي المصنف في تعيينه.
(١٧) (ك ١/ ٤٥٩).
(١٨) ورد ذلك مصرَّحًا به عند مسلم (٧٦٣/ ١٨٤) بعد نهاية حديث هارون بن سعيد الأيلي، وفيه: "قال عمرو [وهو ابن الحارث]: فحدثتُ به بكير بن الأشج، فقال: حدثني كريب بذلك".
وممن صرح بما ذهب إليه المصنف: البزار، وعبد الغني المقدسي، والحافظ في "الفتح" (٢/ ٢٢٥) عند حديث (٦٩٨).
بينما وهَّم المزيُّ عبد الغني حينما ذكر سلمة بن كهيل في الرُّواة عن الأشج، وصرح أنه هو "الضخم" الكوفي [تهذيب الكمال (٤/ ٢٤٦)] وتابعه في ذلك الحافظ في تهذيبه وتقريبه فلم يُعلِّق بشيء على صنيع المزي، وهذا مؤدى صنيع الذهبي في "الكاشف" (٢/ ٢٧٥).
علمًا بأن صنيعه في "تاريخ الإسلام" (٥/ ٤٨) يدل على أن الأشج والضخم رجل واحد.
وبكير الطويل غير مترجم في "رجال صحيح مسلم" لابن منجويه مما يدل على كون "بكير" عنده هو الأشج.
وراجع ترجمة الضخم في: تاريخ البخاري الكبير (٢/ ١١٣ - ١١٤)، الجرح (٢/ ٤٠٤) ثقات ابن حبان (٦/ ١٠٦). وانظر تفصيل المسألة في تعليق نفيس للدكتور بشار على "تهذيب الكمال" (٤/ ٢٤٦ - ٢٤٧)، حيث بحث المسألة بإسهاب، وفاته تصريح الحافظ في الفتح، كما سبق.
(١٩) هو الكندي الأثرم، صاحب التوابيت، وثقه ابن معين -في رواية الدوري عنه-، وضعفه =
⦗٢٦٢⦘ = -في أخرى للدوري عنه-، وضعفه أحمد، وأبو زرعة، والنسائي، وابن حبان، والدارقطني، وتابعهم الحافظ. (بخ م- متابعة- ت س ق)، (١٣٦ هـ). انظر: العلل ومعرفة الرجال - رواية عبد الله- (١/ ١٩٨)، (٢/ ١٤٩)، تاريخ الدوري (٢/ ٤٠)، ضعفاء النسائي (٥٨) (ص ١٥٥)، السنن المجتبى له (٨/ ٦٩)، كتاب قطع السارق، باب ما يكون حرزا وما لا يكون، الجرح (٢/ ٢٧١ - ٢٧٢)، المجروحين لابن حبان (١/ ١٧١)، الكامل لابن عدي (١/ ٣٧١ - ٣٧٤)، ضعفاء الدارقطني (١١٥) (ص ١٥٤)، ضعفاء ابن الجوزي (٤٣٦) (١/ ١٢٥)، تهذيب الكمال (٣/ ٢٦٤ - ٢٧٠)، المغني في الضعفاء (١/ ٩١)، ديوان الضعفاء (٤٧٢) (ص ٣٩)، التقريب (ص ١١٣).
(٢٠) في الأصل: "الأشعث" والمثبت من (ل) و (م) وهو الأنسب، ولم أجد توجيهًا لوصفه بـ (الأفرق).
(٢١) (النجار) -بفتح النون والجيم المشددة- نسبة إلى نجارة الأخشاب وعملها.
الأنساب (٥/ ٤٥٨)، اللباب (٢/ ٢٩٧).