للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٣٣٢ - حدثنا إبراهيم بن سليمان الأسدي، قال: ثنا يحيى بن صالح، قال: ثنا سليمان بن بلال (١) قال: حدثني شريك بن أبي نمر (٢)، أن كريبًا أخبره أنه سمع ابن عباس يقول: "بت ليلة عند رسول الله . قال: فاضطجع مكانه، ثم تعارَّ (٣)، ثم أخذ سواكًا، فاسْتَنَّ، ثم خرج فقضى حاجته، ثم رجع إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فصب على يده (٤)، ثم توضأ، ولم يوقظ أحدًا، ثم قام فصلى ركعتين، ركوعُهما مثل سجودهما، وسجودُهما مثل قِيامهما، قال: فأراه صلى مثل ما رقد. قال: ثم اضطجع مكانه، فَرَقَد حتى سمعت غَطِيْطَه، ثم صنع ذلك خمس مرات، فصلى عشر (٥) ركعات، ثم أوتر بواحدة، وأتاه بلال فآذَنَه

⦗٢٦٧⦘ بالصبح فصلى ركعتي الفجر، ثم خرج إلى الصبح" (٦).


(١) (ك ١/ ٤٩٦).
(٢) هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / ٢٢٨٨)، حيث سبق الحديث بسنده ومتنه بأطول مما هنا.
(٣) راجع (ح / ٢٢٨٨) لتفسيره ولكلمة "غطيطه" الآتية.
(٤) في (ل) و (م): "يديه".
(٥) تقدم حديث الثوري (٢٣٢٦) وشعبة (٢٣٢٨) عن سلمة، وسيأتي حديث مالك (٢٣٣٤) وحديث عبد ربه بن سعيد عند البخاري (٧٠٠) ومسلم (٧٦٣/ ١٨٤) كلاهما [مالك وعبد ربه] عن مخرمة، كلاهما [سلمة ومخرمة] عن كريب.
وهؤلاء متفقون على الثلاث عشرة ركعة، ولفظ الثوري: "فتتامّت … ثلاث عشرة ركعة"، ولفظ شعبة: "فتكاملت" وتابع كريبًا في ذلك أبو جمرة عن ابن عباس (٦٠٠) ويشهد له حديث زيد بن خالد الجهني (٢٣٤٠). [وحديث عبد ربه عند =
⦗٢٦٧⦘ = المصنف (٢٣٣٥) بالشك].
وخالفهم شَرِيكٌ هذا عن كريب، وكذلك الضحاك بن عثمان (٢٣٣٤) وسعيد بن أبي هلال (٢٣٣٩) كلاهما [الضحاك وسعيد] عن مخرمة، عن كريب، به.
وأشار الحافظ في "الفتح" (٢/ ٥٦١) إلى هذا الاختلاف، وقال: "وروايتهم -أي: سلمة ومن معه- مقدمة على روايته -أي: شريك- لما معهم من الزيادة، ولكونهم أحفظ منه". فراجعه للتفصيل، وراجع (ح / ٢٣٣٥) للوقوف على الراجح في الاختلاف على مخرمة، وراجع (ح / ٢٣٥٣) للوقوف على الجمع بين جميع الروايات - بما فيها رواية عائشة -رضي الله تعالى عنها-.
(٦) وأخرجه البخاري (٤٥٦٩) في "التفسير" باب ﴿إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (٨/ ٨٣، مع الفتح)، وبرقم (٦٢١٥) في "الأدب" باب رفع البصر إلى السماء … (١٠/ ٦١١)، وبرقم (٧٤٥٢) في "التوحيد" باب ما جاء في تخليق السماوات والأرض … (١٣/ ٤٤٨)، عن سعيد بن أبي مريم، به، بنحوه؛ وهو في "الأدب" باختصار.