للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٣٣٤ - حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، أن مالكًا (١) حدثه عن مَخْرمة بن سليمان، عن كريب -مولى ابن عباس- أن ابن عباس أخبره "أنه بات ليلة عند ميمونة -أم المؤمنين، وهي خالته- قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله في طولها، فنام رسول الله حتى إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر -يعني: الآيات الخواتيم من سورة "آل عمران"-، ثم قام إلى شَنٍّ معلَّقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءَه، ثم قام يصلي" (٢).

قال عبد الله بن عباس: "فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه؛ فوضع رسول الله يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى ففتلها (٣)، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر بواحدة، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن (٤)، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، …

⦗٢٦٩⦘ ثم خرج (٥) فصلى الصبح".

رواه (٦) الضحاك بن عثمان عن مخرمة، وقال فيه: "بت عند خالتي ميمونة، فقام النبي وقمتُ إلى جانبه الأيسر، فأخذ بيدي فجعلني من شقه الأيمن، فجعلت إذا أَغْفَيْتُ (٧) يأخذ بشَحْمَةِ (٨) أذني، فصلى إحدى (٩) عشرة ركعة، ثم احتبى (١٠) حتى إني لأسمع نفَسَه راقدًا؛ فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين".

⦗٢٧٠⦘ ورواه (١١) عياض بن عبد الله (١٢)، عن مخرمة، وقال فيه: "ثم عَمَدَ إلى شَجْبٍ (١٣) من ماء، فتسوك وتوضأ، وأصبغ الوضوء، ولم يُهْرِق الماءَ إلا قليلًا، حتى (١٤) حَرَّكَني فقمنا" (١٥).


(١) هنا موضع الالتقاء، راجع (ح / ١٧٨٣) حيث أورده المصنف بهذا الإسناد ببعض متنه، وكذلك برقم (٥٢٧، ٥٤٣).
(٢) في (ل) و (م): "فصلى".
(٣) "ففتلها" لا توجد في (م) فقط.
(٤) تقدم حديث عائشة (٢٢٠٥) وما بعده، وفيه أن اضطجاعه كان بعد ركعتي الفجر، وظاهر هذا الحديث يخالفه، إلا أن الحافظ -رحمه الله تعالى- =
⦗٢٦٩⦘ = لم يَرَ بين الحديثين تعارضًا، "لأن المراد به [أي: بالاضطجاع] نومه بين صلاة الليل وصلاة الفجر، وغايته أنه في تلك الليلة لم يضطجع بين ركعتي الفجر وصلاة الصبح، فيستفاد منه عدم الوجوب أيضًا … " الفتح (٣/ ٥٤).
(٥) (ك ١/ ٤٩٧).
(٦) تقدم في (ح / ١٧٨٣) فراجعه لمعرفة من وصله.
(٧) أي: نمت، و"الغفوة": النوم الخفيف. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص ٢٥٦)، النهاية (٣/ ٣٧٦).
(٨) شحمة الأذن: ما لأن من أسفلها عند معلَّق القُرط. المجموع المغيث (٢/ ١٧٩)، النهاية (٢/ ٤٤٩).
(٩) تقدم التعليق على العدد في (ح / ٢٣٣٢)، وفي الأصل و (ط): "أحد" والمثبت من (ل) و (م) وصحيح مسلم.
(١٠) احتبى الرجل: إذا جمع ظهره وساقيه بثوب. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص ١٩٧)، المجموع المغيث (١/ ٣٩٦)، النهاية (١/ ٣٣٥).
والمعنى هنا: أنه احتبى أولًا، ثم اضطجع كما سبق في الروايات الماضية. شرح النووي (٦/ ٤٨)، مكمّل السَّنوسي (٣/ ٩٩).
(١١) حرف "الواو" لا يوجد في (ل).
(١٢) هو الفهري المدني، نزيل مصر.
(١٣) "الشجْب" -بالسكون-: السقاء الذي قد أخلق وبَلى وصار شنًّا، وسقاء شاجب: أي: يابس، وهو من الشجب: الهلاك. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص ٤٧٣)، النهاية (٢/ ٤٤٤).
(١٤) في (ل) و (م): "ثم" بدل "حتى"، وفي (ط) في الصلب "حتى"، وكُتِب فوقه "ثم"، وَوُضعتْ فوقه علامة "ص" للإشارة إلى صحتها، وفِي صحيح مسلم: "ثم حركني فقمت" وهذا أنسب مما عند المصنف بلفظ: "فقمنا".
(١٥) وصله مسلم عن محمد بن سلمة المرادي، حدثنا ابن وهب، عن عياض، به، بنحوه.
الكتاب والباب المذكوران في (ح / ٢٣٢٦)، (١/ ٥٢٧) برقم (٧٦٣/ ١٨٣).