للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٤٧٥ - حدّثنا الأَحْمَسِيُّ (١) وابنُ عفان، قالا: ثنا يحيى بن فَصِيل (٢)،

⦗٣٩٩⦘ عن الحسن بن صالح (٣)، عن سُليمان أبي إسحاق الشَّيْبَاني (٤)، عن يزيد الفقير (٥)، عن جابر بن عبد الله -في صلاة الخوف- قال: "قام النّبيّ وصفَّ صفًّا خلفه، وصفًّا مَصَافِّي (٦) العدو، فصلّى بهم رسول الله

⦗٤٠٠⦘ ركعةً، ثمّ تأخر الصفُّ الذين صلوا خلفه وصافوا العدو، وجاء الصف الذين كانوا مصافي العدو، فصلّى بهم النّبيّ ركعة، ثمّ سلم؛ فكانت للنَّبيِّ ركعتان، ولكل صف منهم ركعة ركعة" (٧).


(١) الأحمسي هو: محمّد بن إسماعيل بن حَمُرةَ، و "ابن عفان": الحسن بن علي بن عفان العامري.
(٢) هو الغنوي الكوفي، أورده ابن أبي حاتم في "الجرح" (٩/ ١٨١) ولم ينقل فيه جرحًا ولا تعديلًا، =
⦗٣٩٩⦘ = ولم يذكر من شيوخه وتلاميذه إِلَّا ما ورد هنا في السند، وكذلك بقية المصادر الآتية.
وقد كُتبَ: (فَصِيل) في الأصل -بالضاد المعجمة-، والمثبت من (ل) وهو الصّحيح، وقد ضبطه بالمهملة كلٌّ مِنْ: الدارقطني في "مؤتلفه" (٤/ ١٨١٧) وابن ماكولا في "إكماله" (٧/ ٥٢)، والذهبي في "المشتبه" (٢/ ٥٠٩) وابن ناصر الدين في "توضيحه" (٧/ ١١٠) والحافظ في "تبصيره" (٣/ ١٠٨١) والزبيدي في "تاج العروس" (٨/ ٦١ - مادة "فصل").
وضبطه كذلك العسكري أيضًا في "تصحيفات المحدثين" (٣/ ١٠٥٤) ولكنه انفرد بضبط أوله بالقاف بدل الفاء.
وعليه، فما في "الجرح" وتهذيب الكمال (٦/ ١٨٠، ١٥٨) وهنا في الأصل -بالضاد المعجمة- تصحيف، وقد اتفق الجميع على أن أوله مفتوح.
(٣) ابن صالح بن حي الهمداني -بسكون الميم- الثّوريّ، "ثقة فقيه عابد رمي بالتشيع" (١٦٩ هـ)، (بخ م ٤). تهذيب الكمال (٦/ ١٧٧ - ١٩١)، التقريب (ص ١٦١).
(٤) هو: سليمان بن أبي سليمان.
(٥) هو: يزيد بن صُهَيْب الفَقِير، أبو عثمان الكوفي، "ثقة، من الرّابعة"، (خ م د س ق)، وقيل له: "الفَقِير" لأنه كان يشكو فَقَار ظهره. تهذيب الكمال (٣٢/ ١٦٣ - ١٦٥)، التقريب (ص ٦٠٢).
(٦) أي: مقابلهم، و "المصَافّ" -بالفتح وتشديد الفاء- جمع مصفّ، وهو موضع الحرب الّذي يكون فيه الصفوف، ولفظ النسائي (٣/ ١٧٥): "وطائفة مواجِهَةَ العدو". انظر: النهاية (٣/ ٣٧ - ٣٨).
(٧) الحديث من زوائد المصنِّفِ على صحيح الإمام مسلم؛ لأن الوصفَ الواردَ هنا لصلاة الخوف مغايرٌ تمامًا لما ورد في أحاديث جابر المتقدمةِ [ح / ٢٤٦٨، ٢٤٧٠ - ٢٤٧٤].
ومن أوجه المغايرة:
أوَّلًا: إن حديث جابر المتقدم بالأرقام المذكورة -والذي رواه مسلم أيضًا- يفيد بأن كلتا الطائفتين ائتمَّتْ بالنبي في وقت واحد إِلَّا في حالة السجود، فينتظرُ الصفُّ المؤَخَّرُ فيه حتّى يرفع الصفُّ الأولُ رأسَه من السجود، ثمّ يسجد، بينما في هذا الحديث [ح / ٢٤٧٥] صلّى النبيُّ بكل طائفة على حدة.
ثانيًا: في حديث جابر المتقدمِ كانت لرسول الله ركعتان، ولكلٍّ من الطائفتين ركعتان كذلك، بينما في هذا الحديث كانت لرسول الله ركعتان، ولكل طائفة ركعةٌ واحدةٌ فقط.
فهذا الحديث مغاير لأحاديث جابر السابقة ولم يخرجه مسلم أصلًا.
وقد أخرجه: ابنُ أبي شيبة في (مصنَّفه): (٨٢٧٦)، (٢/ ٢١٦) [ومن طريقه ابنُ حبّان: (٢٨٦٩)، (٧/ ١٢٠)]، وأحمدُ (٣/ ٢٩٨)، وابن خزيمة (١٣٤٧)، (٢/ ٢٩٤ - ٢٩٥)، والطّبريّ في (تفسيره): (١٠٣٤٥)، (٤/ ٢٤٩)، كلُّهم من طريق محمّد بن جعفر (غندر) عن شعبة، عن الحكم، عن يزيد الفقير، به، بنحوه.
وأخرجه النسائي (٣/ ١٧٤) في (صلاة الخوف)، وابن خزيمة (١٣٤٧، ١٣٤٨)، =
⦗٤٠١⦘ = (٢/ ٢٩٤ - ٢٩٥) من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة (٨٢٨١)، (٢/ ٢١٧) -مختصرًا -، وابن خزيمة (١٣٤٨)، (٢/ ٢٩٥) من طريق مسعر بن كدام، عن يزيد، به.
وأخرجه الطيالسي (١٧٨٩)، (ص ٢٤٧)، وابن أبي شيبة (٨٢٨١)، (٢/ ٢١٧) -مختصرًا -، والنسائي (٣/ ١٧٥)، وابن خزيمة (١٣٦٤)، (٢/ ٣٠٤ - ٣٠٥)، والطحاوي في (المعاني): (١/ ٣١٠)، والبيهقي (٣/ ٢٦٣)، كلُّهم من طرق، عن عبد الرّحمن بن عبد الله المسعودي، عن يزيد الفقير، به.
ولفظُ ابن أبي شيبة وغيْرِه: "فقام صف بين يديه، وصف خلفه"، وفيه زيادة توضيح وبيان بأن العدوَّ كان بين المسلمين وبين القبلة.
والحديث بإسناد المصنفِ صحيح لولا (يحيى بن فَصِيْل) هذا، لكنه متابَعٌ متابعة قاصرة هنا، وطريق أحمد وابن أبي شيبة وابن خزيمة وابن حبّان على شرط الشيخين، فهو صحيح لغيره.
ومن شواهد هذا الحديث:
١ - حديث ابن عبّاس : أخرجه ابن أبي شيبة (٨٢٨١)، (٢/ ٢١٥)، وأحمد (١/ ٢٣٢) -[برقم / ٢٠٦٣]، والنسائي (٦/ ١٦٩)، وابن خزيمة (١٣٤٤)، (٢/ ٢٩٣ - ٢٩٤)، وابن حبّان (٢٨٧١)، (٧/ ١٢٢)، وغيرُهم من طرق، عن الثّوريّ، عن أبي بكر ابن أبي الجهم، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبّاس مرفوعًا، وهو صحيح على شرط مسلم.
٢ - حديث زيد بن ثابت : أخرجه عبد الرزاق (٤٢٥٠) وابن أبي شيبة (٨٢٧٢)، (٢/ ٢١٥)، والنسائي (٣/ ١٦٨)، وغيرُهم من طرق، عن الثّوريّ، عن الرّكين بن الرَّبيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت مرفوعًا، وإسناده حسن.