للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٤٩٧ - حدّثنا أبو داود السجستاني (١)، قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا يحيى بن سعيد (٢)، عن عبد الملك بن أبي سليمان (٣)، عن عطاء بن

⦗٤٢٧⦘ أبي رباح، عن جابر بن عبد الله قال: "كسفت الشّمس على عهد رسول الله وكان ذلك اليوم الّذي مات فيه إبراهيم ابن رسول الله، فقال النَّاس: إنّما كسفت لموت إبراهيم، فقام النّبيّ فصلّى بالناس ست ركعات في أربع سجدات، كبر، ثمّ قرأ فأطال القراءة، ثمّ ركع نحوًا ممّا قام، ثمّ رفع رأسه فقرأ دون القراءة الأولى، ثمّ ركع نحوًا ممّا قام، ثمّ رفع رأسه، فقرأ * (٤) الثّالثة دون القراءة الثّانية، ثمّ ركع نحوًا ممّا قام، ثمّ رفع رأسه فانحدر للسجود فسجد في (٥) السجدتين، ثمّ قام فصلّى (٦) ثلاث ركعات قبل (٧) أن يسجد ليس (٨) فيها ركعة إِلَّا الّتي قبلها أطول من الّتي بعدها، إِلَّا أن ركوعه نحوًا (٩)

⦗٤٢٨⦘ من قيامه (١٠). وقال: ثمّ تأخَّرَ في صلاته، فتأخَّرَتِ الصفوف معه (١١)، ثمّ تقدّم فقام في مقامه، وتقدمت الصفوف، فقضى الصّلاة وقد طلعت الشّمس، فقال: "يا أيها الناس، إن الشّمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت بشر، فإذا رأيتم ذلك فصلوا حتّى ينجلي. إنّه ليس شيءٌ توعدونه إِلَّا قد رأيته في صلاتي هذه، لقد جيء بالنار (١٢)، فذاك حين رأيتموني تأخرت -مخافة أن يصيبني لَفْحُهَا (١٣) -، حتّى (١٤) قلت:

⦗٤٢٩⦘ "أي رب! وأنا فيهم"؟ قال: "وأنت فيهم"! وحتى رَأَيْتُ صاحب المِحْجَنِ (١٥) يَجُرُّ قُصْبَه (١٦) في النّار، وكان يَسْرِق (١٧) الحاج بِمِحْجَنِهِ، فإن فُطِنَ له قال: إنّه تعلَّق بِمِحْجَنِي، وإن غُفِلَ عنه ذهب (١٨) به. حتّى رأيتُ صاحبة الهِرَّة التي ربطتْها فلم تُطْعِمها، ولم تدعها تأكل من خشاش (١٩) الأرض، حتّى ماتت جوعًا. و (٢٠) حتّى جيء بالجنة، فذاك حين رأيتموني تَقَدَّمْتُ حتّى قُمْتُ في مقامي، ولقد مَدَدْتُ يدي وأنا أريد أن أتناول من تمرها لتنظروا إليه، ثمّ بدا لي أن لا أفعل".


(١) والحديث في سننه (١١٧٨) في "الصّلاة" باب من قال: أربع ركعات.
(٢) هو القطان.
(٣) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، كلاهما عن عبد الله بن نمير، حدّثنا عبد الملك، به، بنحوه. كتاب الكسوف، باب ما عُرِضَ على النبي في صلاة الكسوف من أمر الجنَّة والنار، (٢/ ٦٢٣ - ٦٢٤)، برقم (٩٠٤/ ١٠).
(٤) ما بين النجمين ساقط من (م) فقط.
(٥) كذا في النسخ، وإقحام "في" هنا لا معنى له، ولفظ أبي داود -شيخ المصنِّف-، وأحمد (٣/ ٣١٨) -شيخ أبي داود-: "فسجد سجدتين"، وكذلك عند ابن خزيمة (١٣٨٦) و (الأوسط) (ح / ٢٩٠١)، (٥/ ٣٠٠)، حيث روياه من طريق القطان، وابن حبّان (٢٨٤٤) (٧/ ٨٧)، رواه من طريق ابن خزيمة، وكذلك في صحيح مسلم.
(٦) وعند أبي داود وأحمد ومسلم: "فركع" وهو أوضح.
(٧) (ك ١/ ٥٣٤).
(٨) في (م): "وليس"، وعند أبي داود وأحمد ومسلم كالمثبت -بدون الواو-.
(٩) هكذا -بالنصب- في النسخ، وهو كذلك في سنن أبي داود، وابن خزيمة (١٣٨٦) وابن حبّان (٢٨٤٤)، و (الأوسط).
وفي مسند أحمد المطبوع: "نحو" -بدون النصب-، وهو الصّحيح لوقوعه خبرًا لـ =
⦗٤٢٨⦘ = (أَنَّ)، إِلَّا أن يُقَدَّر حذف "كان" مع اسمها، وهذا جائز في العربيّة كما في "أوضح المسالك" (١/ ٢٦٠)، طبعة محيي الدين.
(١٠) هكذا في النسخ "من قيامه"، وكذلك في سنن أبي داود، ومسند أحمد، وابن خزيمة، وابن حبّان، و (الأوسط).
وفي صحيح مسلم: "نحوًا من سُجُوده" ولعلّ ما عند المصنِّف والمذكورين هو الصواب، ويؤيّده ما ورد من إطالة الركوع في هذه الصّلاة، كما سبق في هذا الحديث: "ثمّ ركع نحوًا ممّا قام"، ولما سبق في (ح / ٢٤٨٧) من قول عائشة -رضي الله تعالى عنها- (ما سجدت سجودا قط، ولا ركوعا قط كان أطول منه).
وهذا من فوائد الاستخراج، والله تعالى أعلم.
(١١) في صحيح مسلم هنا زيادة: "حتّى انتهينا إلى النِّساء".
(١٢) في (م): "بالنهار! ".
(١٣) لَفْحُ النّار: حرُّها ووهجها. النهاية (٤/ ٢٦٠)، وانظر: المشارق (١/ ٣٦١)، شرح النووي (٦/ ٢٠٩).
(١٤) من هنا إلى قوله: "وأنت فيهم" زيادة على صحيح مسلم.
(١٥) المِحْجَنُ -بكسر الميم-: هي العصى المعوجَّةُ الرّأس. غريب أبي عبيد (٢/ ٧، ٣٤٠)، المجموع المغيث (١/ ٤٠٧)، المشارق (١/ ١٨٢).
(١٦) القُصْبُ -بضم القاف، وسكون الصاد-: ما كان أسفل البطن من المِعَاء، وقيل: الأمعاء كلها. المجموع المغيث (٢/ ٧١٢)، وانظر: المشارق (٢/ ١٨٧)، النهاية (٤/ ٦٧).
(١٧) في (ل) و (م): "يسُوق" -بالواو- وفي مسند أحمد (٣/ ٣١٨) وصحيح مسلم كالمثبت، وهو الأصح.
(١٨) أي: إن انتبه إليه أرى من نفسه أن ذلك تعلَّق بمحجنه من غير قصد. مكمل إكمال الإكمال (٣/ ٣٠١).
(١٩) الخشاش -بفتح الخاء-: الهوام ودواب الأرض وما أشبهها. غريب أبي عبيد القاسم (١/ ٤٠٥)، وانظر: المشارق (١/ ٢٤٧)، النهاية (٢/ ٣٣).
(٢٠) الواو ساقطة من (م).