للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٤٩٩ - حدّثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود (١)، ح

وحدثنا يزيد بن سِنَان، قال: ثنا وهب بن جرير، قالا: ثنا هشام الدسْتُوَائيُّ (٢)، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: "كسفت الشّمس على عهد رسول الله (٣) في يوم شديد الحَرِّ؛ فصلّى رسول الله بأصحابه فأطال القيام حتّى جعلوا يَخِرُّوْنَ، قال: ثمّ ركع فأطال، ثمّ رفع فأطال، [ثم ركع فأطال] (٤)، ثمّ رفع فأطال (٥)، ثمّ سجد

⦗٤٣٢⦘ سجدتين، ثمّ قام فصنع مثل ذلك، فكانت (٦) أربع ركعاتٍ وأربع سجداتٍ، وجعل يتقَدَّمُ يتقَدَّمُ ويتَأَخَّرُ يتأَخَّرُ (٧) في صلاته. ثمّ أقبل على أصحابه فقال: إنّه عرضتْ علي الجنَّة والنار، فَقُرِّبَ (٨) مني الجنَّة حتّى لو تناولت منها قِطْفًا (٩) ما قصرت يدي عنه أو قال: نِلْتُه -شكّ هشام-. وعرضت علي النّار فجعلت أتأَخَّرُ (١٠) رَهْبَةَ أن تغشاكم. ورأيت امرأة

⦗٤٣٣⦘ حِمْيَرِيَّة (١١) سوداء طويلة تعذب في هرة ربطتها، فلم تُطعمها ولم تسقها، ولم تَدَعْهَا تأكل من خَشَاشِ الأرض. ورأيت فيها أبا ثمامة [وقال وهب: أبا أمامة] عمرو بن مالك (١٢) يجر قصبه في النّار. وإنهم كانوا يقولون: إن الشّمس والقمر لا (١٣) ينكسفان -وقال وهب: يخسفان- إِلَّا لموت عظيم، وأنهما آيتان من آيات الله يريكموها الله؛ فإذا انكسفتا (١٤) فصلوا حتّى تنجلي".


(١) هو: الطيالسي، والحديث في مسنده (١٧٥٤) (ص ٢٤١ - ٢٤٢).
(٢) هنا موضع الالتقاء رواه مسلم عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدّثنا إسماعيل بن علية (واللفظ له)؛ وعن أبي غسان المِسْمَعي، حدّثنا عبد الملك بن الصبّاح، كلاهما عن هشام، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / ٢٤٩٧) (٢/ ٦٢٢)، برقم (٩٠٤).
(٣) في (ل) فقط: "النبي ".
(٤) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، استدركتُه من (ل) و (م) وهو كذلك في مسند الطيالسي وصحيح مسلم.
(٥) ظاهره أنه طَوَّلَ الاعتدالَ الّذي يليه السجودُ، وقد رجح النووي كونها شاذة مخالفة =
⦗٤٣٢⦘ = فلا تُعمل بها، أو المراد زيادة الطمأنينة في الاعتدال، لا إطالته نحو الركوع. شرح النووي (٦/ ٢٠٦ - ٢٠٧).
وتعقبه الحافظ في الفتح (٢/ ٦٢٧) بما رواه أحمد (٢/ ١٩٨)، والنسائي (٣/ ١٤٩) وابن خزيمة (١٣٨٩)، (١٣٩٢)، (١٣٩٣)، (٢/ ٣٢١ - ٣٢٣) من طرق عن عطاء بن السائب عن أبيه، عن عمرو بن العاص مرفوعًا، ولفظ ابن خزيمة: "ثمّ ركع فأطال الركوع حتّى قيل: لا يرفع، ثمّ رفع رأسه فأطال القيام حتّى قيل: لا يسجد … "، وهذا تعقيب وارد، والحديث صحيح. وراجع: المسند (١١/ ٨٧) -طبعة شاكر-، صحيح سنن النسائي (١/ ٣٢٣)، الفتح (٢/ ٦٢٧).
(٦) (ك ١/ ٥٣٥).
(٧) هكذا في الأصل -بتكرار الكلمتين- وكذلك في مسند الطيالسي، وفي: (ل) و (م) بدون تكرار، وهذه الجملة من الزيادات على مسلم.
(٨) كذا في النسخ، وفي مسند الطيالسي: "فقربت".
(٩) القِطْف -بكسر القاف-: العنقود من العنب، وهو اسم لكلِّ ما يُقطفُ، كالذِّبْح والطِّحْن.
انظر: مشارق الأنوار (٢/ ١٨٤)، غريب ابن الجوزي (٢/ ٢٥٤)، النهاية (٤/ ٨٤).
(١٠) في (م): "قال وهب: رهبةَ … "، وظني أن قوله: "قال وهب "مقحمة في غير محلها، علمًا بأن المثبت هو لفظ الطيالسي في مسنده أيضًا.
(١١) حِمْيَر -بكسر الحاء، وسكون الميم- قبيلة من بني سبأ من القحطانية، وهم: بنو حمير بن سبأ. نهاية الأرب (ص ٢٢٢).
(١٢) وسيأتي في (ح / ٢٥٠٣) تسميته بـ (عمرو بن لحي)، قال القرطبي في شرح مسلم (٢/ ٥٥٥): اسم لحي: مالك، و (لحي) لقب له، وسماه في الآخر: عمرو بن مالك … وفي الآخر عمرو بن عامر الخزاعي، و (لحى) هو: ابن قمعة بن إلياس بن مُضَر، و (عمرو) هذا أول من غَيَّرَ دينَ إسماعيل ونَصَبَ الأوثان، وبحر البحيرة وأخواتها المذكورات في الآية. وتراجع الأحاديث الواردة في ذلك في تفسير ابن جرير (٥/ ٨٧ - ٨٨). وانظر: إكمال الأبي (٣/ ٢٩٦)، الفتح (٦/ ٦٣٣ - ٦٣٥).
(١٣) "لا" ساقطة من (م) ففيها: "ينكسفان" بدونها.
(١٤) وفي مسند الطيالسي: "فإذا انكسفا" و "ينجلي" بالتذكير في الموضعين.