كتاب مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية

مبتدأ كتاب الجمعة والتشديد في ترك حضورها، والدليل على أنها مفروضة وحضورها حتم - باب ذكر الأخبار التي تدل أن الأمر بالغسل يوم الجمعة على الإباحة لا على الحتم، وثواب من توضأ وأتى الجمعة، والتشديد في مس الحصى والإمام يخطب، والدليل على أن من دنا من الإمام أفضل ممن تأخر - ج: 7 - ص: 184

٢٧٠٢ - حدثنا عيسى بن أحمد البلخي (١)، حدثنا ابن وهب (٢)، قال: أخبرني عمرو (٣)، عن عبيد الله بن أبي جعفر (٤)، أن محمد بن جعفر بن الزبير (٥) حدَّثه، عن عروة بن الزبير (٦)، عن عائشة أنها قالت: "كان الناس يَنْتَابون (٧) الجمعة من منازلهم ومن العوالي (٨)، فيأتون في

⦗١٨٥⦘ العباء (٩)، ويصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق والريح، فأتى النبي ﷺ إنسانٌ (١٠) منهم -وهو عندي- فقال رسول الله ﷺ: "لو أنكم تَطَهَّرْتم ليومكم هذا" (١١).

---

(١) العسقلاني.
(٢) عبد الله بن وهب المصري.
(٣) ابن الحارث بن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري.
(٤) المصري.
(٥) ابن العوام الأسدي المدني.
(٦) ابن العوام الأسدي المدني.
(٧) قال ابن حجر: ينتابون الجمعة: أي يحضرونها نوبًا، والانتياب: افتعالٌ من النوبة، وفي رواية: يتناوبون. انظر: فتح الباري (٢/ ٤٤٨).
(٨) العوالي: بالفتح، جمع عالية، وعوالي المدينة كل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها وعمائرها فهي العالية، وما كان دون ذلك من جهة تهامة فهي السافلة، والعوالي من المدينة على أربعة أميال، وقيل: ثمانية أميال من حيث يأتي وادي بطحان، ويطلق هذا الاسم على تلك الجهة حتى اليوم.
انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (٢/ ١٠٨)، ومعجم البلدان (٤/ ١٨٧)، معجم المعالم الجغرافية ص ١٩٧.
(٩) العباء: كساء معروف فيه خطوط. انظر: مشارق الأنوار (٢/ ٦٤).
(١٠) لم أقف على اسمه.
(١١) أخرجه مسلم (الصحيح: ٢/ ٥٨١ - كتاب الجمعة -باب وجوب غسل الجمعة- ح ٨٤٧/ ٦)، من طريق عيسى بن أحمد به، نحوه.
والحديث أخرجه البخاري أيضًا (الصحيح مع الفتح ٢/ ٤٤٧) كتاب الجمعة -باب من أين تؤتى الجمعة، ح ٩٠٢، من طريق ابن وهب به، نحوه. وقوله: "والعرق" زيادة عند البخاري، وليست في لفظ مسلم، وهذا من فوائد الاستخراج.