للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٧٢٩ - وحدثنا أَبو أمية، حدثنا الوليد بن صالح (١) -قال أَبو عوانة: ثقةٌ بغدادي- حدثنا الليث (٢)، عن عُقَيل (٣)، عن ابن شهاب، عن عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، وسعيد بن المسيب أنهما حدثاه، أن أبا هريرة قال: سمعت النبي يقول، فذكر مثله (٤).

ورواه عن عُقَيل غيره فقال: عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ (٥).


(١) النَّخَّاس -بنون ومعجمة ثم مهملة- الضبي الجزري.
(٢) ابن سعد الفهمي.
(٣) ابن خالد بن عَقيل -بالفتح- الأموي مولاهم.
انظر: تهذيب الكمال (٢٠/ ٢٤٢)، تقريب (٤٦٦٥).
(٤) أخرجه مسلم -كما تقدم- من طريق الليث بن سعد به.
(٥) هكذا ذكر المصنف عن الليث في روايته عن عقيل، أنه قال: "إبراهيم بن عبد الله بن قارظ"، والذي في مسلم عنه أنه قال: "عبد الله بن إبراهيم بن قارظ".
والحديث اختلف فيه على الزهري وغيره كما قال الدارقطني في العلل (٧/ ٢٦٦) وابن حجر من وجهين:
الوجه الأول: الخلاف في اسم عبد الله بن إبراهيم بن قارظ.
قال يونس وعقيل وشعيب: حدثنا الزهري، عن عمر بن عبد العزيز، سمع عبد الله بن إبراهيم. كما قال أَبو عبد الله البخاري (التاريخ الكبير ٥/ ٤٠).
ورواه ابن جريج، عن الزهري، عن عمر، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ. كما عند مسلم في صحيحه.
ورواه الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري فمرة قال فيه كقول يونس وشعيب كما =
⦗٢٠٦⦘ = عند مسلم أيضًا، ومرة قال فيه كقول ابن جريج كما عند مسلم والمصنف والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٣٦٧) كتاب الصلاة -باب الرجل يدخل المسجد يوم الجمعة، وزاد الليث وابن جريج: سعيد بن المسيب في إسناديهما كما سيأتي.
وأبان ابن حجر عن هذا الاختلاف في ترجمة إبراهيم بن عبد الله بن قارظ (التهذيب ١/ ١٣٤) حيث قال: "وجعل ابن أبي حاتم: إبراهيم وعبد الله ترجمتين، والحق أنهما واحد، والاختلاف فيه على الزهري وغيره، وقال ابن معين: كان الزهري يغلط فيه".
وقد ترجم البخاري في تاريخه الكبير لعبد الله بن إبراهيم فيمن وافق أول اسم أبيه ألفًا فسماه عبد الله.
وقال الذهبي في الكاشف (١/ ٢١٥): إبراهيم بن عبد الله بن قارظ على الصحيح، وكذلك قال الخزرجي في الخلاصة (٢/ ٣٨)، وابن حجر في تقريبه، إلا أنه لم يجزم به.
الوجه الثاني من الاختلاف على الزهري:
اختلف عليه فرواه -كما قال الدارقطني في العلل (٧/ ٢٦٦) - مرة عن سعيد بن المسيب كما هي رواية الصحيحين؛ (صحيح البخاري مع الفتح: ٢/ ٤٨٠) كتاب الجمعة -باب الإنصات يوم الجمعة- ح ٩٣٤، (صحيح مسلم: ٢/ ٥٨٣) كتاب الجمعة -باب الإنصات يوم الجمعة- ح ٨٥١/ ١١.
ومرة قال: عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ كما مضى، ومرة جمع بينهما كما عند مسلم.
وقال ابن حجر في الفتح (٢/ ٤٨١): "الطريقان معًا صحيحان، وقد رواه أَبو صالح عن الليث بالإسنادين معًا كما أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٣٦٧) ".
وكذا رواية ابن جريج كما عند مسلم في صحيحه، وقد سبق في ح (٢٧١٣) أن الزهري قد ينشط فيذكر جميع شيوخه، وتارة يقتصر على بعضهم، وقد نبه المصنف على هذا الاختلاف بسرده طرق الحديث عن الزهري، ونبه هنا على الاختلاف الأول، وهذا من فوائد الاستخراج، والله تعالى أعلم.