كتاب مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية

مبتدأ كتاب الصيام، وما فيه، وبيان فضل الصيام وثواب الصيام - باب بيان النهي عن صوم آخر النصف من شعبان، وبيان الخبر المعارض له المبيح صومه، والخبر المبين فضيلة صومه على صوم سائر الشهور الدال على توهين الخبر الناهي عن صيامه - ج: 7 - ص: 353

٢٩١٨ - حدثنا الصاغاني، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا حماد، عن الجُرَيْرِي، عن أبي العلاء عن مطرِّف، عن عمران بن حصين، عن النبي ﷺ بمثله، غير أنه لم يقل: "يومين" (١).

---

(١) حديث حماد عن ثابت وعن الجريري تقدم برقم (٢٩١١)، وقول المصنف هنا: "ولم يقل: يومين" يعني به الجريري لما روى الإمام أحمد في المسند (٤/ ٤٤٤) من طريق حماد عن ثابت، وعن الجريري، ثم قال: وقال الجريري: "صم يومًا".
وقد اختلف على الجريري في هذا الحديث: فرواه يزيد بن هارون عنه، وقال: "فصم يومين مكانه"، كما تقدم في ح (٢٩١٠)، ورواه حماد عنه عند أحمد في مسنده (٤/ ٤٤٣)، وقال في حديثه: "صم يومًا".
وتقدمت الإشارة إلى اختلاط الجريري، وأن يزيدًا سمع منه بعد الاختلاط، وسماع حماد منه قبل الاختلاط، والسند إلى حماد مستقيم لأنه من رواية روح وعفان عنه، وعفان من أثبت الناس في حماد، كما في شرح علل الترمذي لابن رجب (٢/ ٧٠٧).
ولكن كل من روى هذا الحديث قال فيه: "فصم يومين مكانه"، وهذه رواية الشيخين: البخاري ومسلم -كما تقدم في ح (٢٩١٠) - وغيرهما، ولمسلم من طريق شعبة، =
⦗٣٥٤⦘ = قال: "فصم يومًا أو يومين". شك شعبة فيه، وقال: "أظنه قال: يومين" اهـ.
وظن شعبة هو الصواب، وما روى حماد عن الجريري شاذ، لتفرد الجريري هذا عن كلِّ من روى هذا الحديث، وقد نبه المصنِّف إلى اختلاف الروايتين، واقتصر مسلم على رواية يزيد عن الجريري -وتقدم ما فيها- لموافقتها للصواب، وهذا من علو شأنه ومعرفته، وتنبيه المصنف على هذا من فوائد الاستخراج، والله أعلم.