للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٠٢٤ - حدثنا الدَّقيقي (١)، وبشر بن مطر (٢)، قالا: حدثنا يزيد ابن هارون، أخبرنا حميد (٣)، عن ثابت (٤)، عن أنس، أن النبي Object واصل في آخر الشهر، فواصل ناس من الناس، فبلغ ذلك رسول الله Object

⦗١٧⦘ فقال: "لو مد لنا الشهر لواصلت وِصالًا يدع المتعمِّقون تعمُّقَهم (٥)، إني لست مثلكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني" (٦).


(١) محمد بن عبد الملك بن مروان، أبو جعفر الواسطي.
(٢) ابن ثابت، أبو أحمد الدقاق الواسطي. وثقه الدارقطني، وقال أبو حاتم وابنه: صدوق. توفِي سنة ٢٥٩ هـ. (الجرح والتعديل، ٣/ ٣٦٨، تاريخ بغداد، ٧/ ٨٤، ٨٥).
(٣) ابن أبي حميد الطويل.
(٤) ابن أسلم البُناني.
(٥) المتعمق هو المبالغ في الأمر، المتشدد فيه، الذي يطلب أقصى غايته (النهاية، ٣/ ٢٩٩).
(٦) رواه الإمام مسلم عن عاصم بن النضر، عن خالد بن الحارث، عن حميد به. وفيه أنه واصل في أول شهر رمضان.
قال النووي: "كذا هو في كل النسخ، ونقله القاضي -يعني عياضا- عن أكثر النسخ، وقال: وهو وهم من الراوي، وصوابه: آخر شهر رمضان، كذا رواه بعض رواة صحيح مسلم، وهو الموافق للحديث الذي قبله، ولباقي الأحاديث".
وأخرجه بأطول منه عن سليمان بن المغيرة عن ثابت (كتاب الصيام، باب النهي عن الوصال في الصوم، ٢/ ٧٧٧ - ٧٧٨). وأخرجه البخاري من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن حميد به (كتاب التمني، باب ما يجوز من اللوِّ، ١٣/ ٢٢٤). وفي رواية مسلم للحديث من طريق سليمان بن المغيرة، ما تزول به علة عنعنة حميد الذي لم يصرح بالسماع في إسناد الحديث. وقد ذكرها البخاري تعليقا إثر روايته ليدل على ذلك. والله أعلم.
عند البخاري ومسلم: "إني أظل" بدل "إني أبيت" التي عند المصنف. وقد وقع هذا الإختلاف في كل من حديث أبي هريرة، وابن عمر، وعائشة. وأشار الحافظ ابن حجر إلى أن أصل الروايات إنما هي: "إني أبيت". وقال: "وكأن بعض الرواة عبّر عنها بـ "أَظَلُّ" نظرًا إلى اشتراكهما في مطلق الكون. ومنه قوله تعالى: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا﴾ (سورة النحل، الآية ٥٨)، فإن المراد به مطلق الوقت ولا اختصاص لذلك بنهار دون ليل" (فتح الباري، ٤/ ٢٠٧).