للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٠٣٩ - حدثنا بحر بن نصر الخَوْلاني (١)، أخبرنا ابن وهب، حدثنا معاوية بن صالح (٢)، عن ربيعة بن يزيد، عن قَزَعة (٣)، قال: أتيت أبا سعيد الخدري وهو يفتي الناس، وهو مكثور عليه الناس (٤)، فانتظرت خلوته حتى خلا، فسألته عن صيام رمضان في السفر، فقال: خرجنا مع رسول الله في رمضان عام الفتح فكان رسول الله يصوم ونصوم حتى بلغ منزلا من المنازل فقال: "إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم". فأصبحنا منا الصائم ومنا المفطر. قال: ثم سرنا فنزلنا منزلا، فقال: "إنكم تصبِّحون (٥)، عدوكم والفطر (٦)، أقوى لكم فأفطروا". فكانت عزيمة من رسول الله . قال أبو سعيد:

⦗٣٢⦘ ثم لقد رأيتُني أصوم مع رسول الله بعد ذلك (٧).


(١) الخولاني: بفتح الخاء المعجمة وسكون الواو وفي آخرها نون، نسبة إلى خولان، وهي قبيلة نزل أكثرها الشام. (الأنساب، ٢/ ٤١٩).
(٢) معاوية بن صالح بن حدير -بالمهملة مصغر- الحضرمي، أبو عبد الرحمن الحمصي.
(٣) بزاي وفتحات، وهو ابن يحيى البصري. (تقريب التهذيب، ٤٥٣).
(٤) أي عنده جمع من الناس يسألونه عن أشياء. يقال: رجل مكثور عليه، إذا كثرت عليه الحقوق والمطالبات، فكأنهم كان لهم عليه حقوق فهم يطلبونها. (النهاية، ٤/ ١٥٣).
(٥) بالتشديد، تأتونهم وقت صلاة الصبح. (مشارق الأنوار، ٢/ ٣٧).
(٦) (م ٢/ ١٠٥/أ).
(٧) رواه مسلم عن محمد بن حاتم، عن ابن مهدي، عن معاوية بن صالح، به (كتاب الصيام، باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل، ٢/ ٧٨٩)، وعنده: "لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله بعد ذلك في السفر". ومعاوية بن صالح قد تكلم في حديثه عن أهل الشام، وشيخه في هذا الحديث عند مسلم وأبي عوانة، دمشقي، لكن تابعه سعيد بن عبد العزيز عند المصنف في الحديث الذي بعد هذا، إلا قوله في آخره: "في السفر" عند مسلم، فلم يتابعه عليه، ولم أقف له على متابع فيما وقفت عليه من الطرق. ورواه ابن خزيمة من طريق ابن مهدي، به بمثله. لكن الحديث عند مسلم ورد شاهدا لحديث أنس الذي تقدم عند المصنف برقم (ح ٣٠٣٤ وح ٣٠٣٥).