كتاب مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية

مبتدأ كتاب الصيام، وما فيه، وبيان فضل الصيام وثواب الصيام - باب الخبر الموجب لصوم يوم عاشوراء، والخبر المبين تركه الدال على أن الأمر بصومه منسوخ، وأن صومه تطوع لمن صامه، وذكر الخبر المبين أن النبي ﷺ، تركه بعد ما صامه، وكان يصومه قبل [أن] يقدمه المدينة، لا أنه صامه لذكر يهود ما فيه ولصومهم - ج: 8 - ص: 176

٣١٩٠ - حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي (١)، حدثنا محمد ابن أبي سمِينة (٢)، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا خالد بن ذكوان، عن

⦗١٧٧⦘ الرُّبَيِّع بنت معوّذ بن عَفْراء (٣)، قالت: كان رسول الله ﷺ يأمرنا أن نصوم يوم عاشوراء فكنا نصومه ونُصوِّمه صبياننا، ونعمل لهم اللُّعَب من العِهْن (٤)، ونذهب بهم المسجد فإذا بكوا أعطيناهم إياها (٥).

رواه يحيى بن يحيى (٦)، عن أبي معشر العطار (٧)، عن خالد ابن

⦗١٧٨⦘ ذكوان (٨).

---

(١) الحافظ.
(٢) محمد بن يحيى بن أبي سمينة -بفتح المهملة وقبل الهاء نون-، واسم أبي سمينة مهران، البغدادي، أبو جعفر التمار (تقريب التهذيب، ٥١٢).
(٣) الربيع، بالتصغير والتثقيل، ومعوذ، بمضمومة وفتح وكسر واو وبذال معجمة. (الإكمال، ٢/ ٥٩١، المغني في الضبط، ص ٢٣٧).
(٤) الصوف الملوّن (النهاية، ٤/ ٣٢٦).
(٥) رواه مسلم عن أبي بكر بن نافع، عن بشر بن المفضل بهذا الإسناد، وفي صدره: أرسل رسول الله ﷺ غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة "من كان أصبح صائما فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه". وأخرجه البخاري عن مسدد، عن بشر بن المفضل بمثل لفظ مسلم (كتاب الصوم، باب صوم الصبيان، ٤/ ٢٠٠). وعند مسلم: فكنا بعد ذلك. وزاد بعد قولها: "صبياننا" قال: "الصغار -إن شاء الله-"، وهذا الذي تردد فيه ثابت بدون شك عند ابن خزيمة (٣/ ٢٨٨/ ٢٠٨٨)، وابن حبان (الإحسان، ٨/ ٣٨٥/ ٣٦٢٠)، وغيرهما. وقال أيضا في آخره: "أعطيناها إياه عند الإفطار"، قال الحافظ: وهو مشكل، ورواية البخاري، وابن خزيمة، وابن حبان، وغيرهم توضح أنه سقط منه شيء. ولفظهم: "حتى يكون عند الإفطار". (فتح الباري، ٤/ ٢١٠، وانظر أيضا: شرح النووي على صحيح مسلم، ٨/ ١٤).
(٦) التميمي النيسابوري (تهذيب الكمال، ٣٢/ ٤٧٨).
(٧) يوسف بن يزيد البصري البراء، وثقه محمد بن أبي بكر المقدمي، ولينه غيره، وقال فيه ابن معين: ضعيف، ورده الذهبي بأنه تضعيف بلا حجة، وقال: هو صدوق. وفيما =
⦗١٧٨⦘ = يظهر، لا وجه لرد الذهبي لكلام ابن معين، لما روى ابن محرز عنه أنه قال في أبي معشر: ليس به بأس، مما يوضح أنه قصد تليينه بذلك التضعيف، وليس على بابه من الجرح الشديد الذي رده الذهبي، والله أعلم. قال الحافظ: ليس له في مسلم سوى حديث واحد. وهو هذا الحديث. (انظر: معرفة الرجال، رواية ابن محرز، ١/ ٨٧/ ٣٠٤، تهذيب الكمال، الموضع السابق، ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق، ص ٢٠٣، هدي الساري، ٤٥٤).
(٨) هذا التعليق وصله مسلم (الموضع السابق)، وليس فيه الإشكال الذي وقع عنده في الرواية الأولى، فإنه قال في آخره: "أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم".