كتاب مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية

مبتدأ كتاب الصيام، وما فيه، وبيان فضل الصيام وثواب الصيام - باب ذكر الخبر المبين أن أحب الصيام إلي الله ﷿ صيام داود، صلوات الله عليه صوم يوم وإفطار يوم، وأفضله - ج: 8 - ص: 223

٣٢٥٢ - حدثنا الصاغاني (١)، أخبرنا روح (٢)، حدثنا ابن جريج (٣)، قال: سمعت عطاء (٤)، أن أبا العباس الشاعر (٥)، أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: بلغ النبي ﷺ أني أصوم أسرد (٦)، وأصلي الليل، فإما أرسل إليّ، وإما لقيته، فقال: "ألم أخبر أنك تصوم

⦗٢٢٤⦘ ولا تفطر، وتصلي؟ فلا تفعل (٧)، فإن لعينك حظًّا، ولنفسك حظًّا. فصم وأفطر، وصل ونم، وصم من كل عشرة يوما ولك أجر تسعة". (٨)، قال: إني أجدني أقوى لذلك. قال: "فصم صيام داود. قال: فكيف كان داود يصوم؟ يا نبي الله. قال: "كان يصوم يوما، ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى". قال: فمن لي بهذا؟ يا نبي الله، قال عطاء: فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد، فقال النبي ﷺ: "لا صام من صام الأبد (٩) ".

---

(١) محمد بن إسحاق بن جعفر.
(٢) ابن عبادة.
(٣) عبد الملك بن عبد العزيز.
(٤) ابن أبي رباح.
(٥) السائب بن فروخ المكي، الأعمى.
(٦) كذا في النسختين، وصحيح مسلم، بدون واو العطف.
(٧) في (م): تعقل، وهو تصحيف، وقد ورد في ل على الصواب، وهو ما أثبت.
(٨) (م ٢/ ١٢٧/ب).
(٩) الحديث تقدم أن أورده المصنف بإسناده وذكر صدره (ح ٣١٤٨). وذكره هنا بالتصريح بالسماع في جميع السند، بينما أورده في الموضع الأول بالعنعنة. وقد أخرجه البخاري ومسلم كما تقدم. وعند مسلم: "لا صام من صام الأبد" ثلاث مرات، وعند البخاري مرتين. (انظر: صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب حق الأهل في الصوم، ٤/ ٢٢١، صحيح مسلم، كتاب الصيام، باب النهي عن صوم الدهر إلخ، ٢/ ٨١٥).